أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن الملك والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفيا التطورات الراهنة خبير: معرفة المقاومة بتحركات القوات الإسرائيلية مثيرة للتساؤلات. بن غفير: نتنياهو ينتهج سياسة خاطئة. اعتقالات بالجامعات الأميركية بسبب غزة وفاة خمسيني بحادث تدهور في الاغوار الشمالية لبيد: يجب على نتنياهو أن يستقيل حزب الله: نفذنا هجوما على مقر عين مرغليوت "الجمارك" : لا صحة لمنع دخول السيارات الكهربائية ذات البطارية الصلبة للأردن الأردن .. 3 شبان ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء البرنامج الأممي الإنمائي: بناء غزة من جديد سيتطلب 200 سنة كميات الوقود الواصلة إلى مستشفى في شمال قطاع غزة "قليلة جدا وتكفي لأيام" الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين مقابل وقف طويل لإطلاق النار بغزة ليبرمان: الحكومة تطلب تأجيل بحث قانون التجنيد الحوثي: عملياتنا العسكرية مستمرة ونسعى لتوسيعها تدريبات في مستشفى إسرائيلي تحت الأرض على مواجهة حزب الله الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا بدء أعمال مشروع تأهيل طريق جرش-المفرق السبت وفاة 5 بحارة في غرق مركب شرق تونس الهلال الأحمر: لا توجد بيئة صالحة للحياة في قطاع غزة
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام عن عايد العضايلة .. وكرمه الغساني

عن عايد العضايلة .. وكرمه الغساني

عن عايد العضايلة .. وكرمه الغساني

04-12-2020 06:02 PM

زاد الاردن الاخباري -

كتب الدكتور اسماعيل السعودي:

الحديث معك لا عنك يا أبا صايل يستدعي كل ضمائر الحضور، ويرفض كليا ضمائر الغياب التي تتسلل في حديثي رغما عني، فلا حقيقة ولا سلطة كالموت الذي يسعى بلا قدم بيننا كسارق بارع لا يستطيع أحد الإمساك به، والموت كم عرفته يا سيدي لا يعتام إلا الكرام وهو الذي يشبه بستانيا بارعا لا يقطف إلا الثمار الناضجة البهية. وأنت من كانت عليك تتكئ الحياة، قبل أن تبدأ خيانات الجسد عملها الخبيث فيك، وقبل أن تتركنا للبيد الظوامي نتحسس من ريحك فلا نجد إلا سراب لقائك، وأخبار رحيلك الموجع والموغل فينا حدّ الشجى الذي يبعث الشجى، فما كنا قبل ذلك نعرف موجعات القلب، ولا موجبات البكاء والتأسي.

في رمضان الفائت كنا نجلس جميعا في باب منزل أم عايد، حضر الجميع وغاب أبو غسان فقد كان هناك في عمان يقوم بعمله ببث الأمل والفرح في نفوس الأردنيين، وكان الأردنيون ينتظرون خروجه عليهم بطلته البهية، وحضوره المريح لهم. وكان عماد كعادته التي لا نستطيعها جميعا مشغولا بتقديم الضيافة والحفاوة والترحيب، بوجهه الخصيب، ولسانه العذب، وخلقه الجميل، وكان حديثنا في تلك الليلة يطوّف بين زحوم والكرك والطفيلة وبغداد ودمشق والقاهرة، التي تتساوى في قاموسك القومي جميعها محبة وعشقا؛ فلقد كنت مسكونا بهذا الهم القومي الكبير، فأنت من طينة هؤلاء الذين يسكنهم وجع الأمة، فيرتسم على ملامحهم شحوبا وتجاعيد وقلقا وهموما.

وكانت بغداد تظهر في حديثك حبّا، وتلمع في عينيك بشوارعها وأزقته ومناضيلها وشهدائها ووجعها النبيل، وكنت كنخيلها الذي لا تنحني إلا ذوائبه؛ لأنك الكبير الذي كبيرات مُـدوية أمجاده، وكبيرات مصائبه. كان يدلني عليك ضوء بيتك الذي يشبه نار القِرى التي تدعو ضيفها دون كلام، كعادة أهلك الطيبين من الغساسنة الكبار الذين يغشون فلا تنبح كلابهم، ولا يسألون عن السواد المقبل؛ ألم يقل ذلك حسان بن ثابت يوم خبر أجدادك وكرمهم وبياض وجوههم وشمم أنوفهم.

والحال يا أبا صايل ما تغير منذ ذلك العهد فالأحفاد منكم على عهد الأجداد ونبلهم وخلقهم الوعر لم يتغيروا ولن.

كنت يا أبا صايل شجرة ياسمين تظللنا بشموخها وحضورها البهي، قبل أن تتركنا محملين بعطرها وعبيرها، وكنا نستقي منك الحرف القومي الصافي الذي ما غيّره الدولار ولا النفط، فكنت الواقف في جفن الردى، يوم لا شكّ في الموت للواقفين، وكنت تحتاج دمع الأنبياء لتشاهد ما هو قادم من خلف تلك الذرى المحملة بالويل والخراب والطوفان الذي أطاح بكل شيء قومي جميل.

فمن يا أبا صايل سيرمم كسر العروبة المتسع، ومن سيمسد على جراحات الأمة الطرية التي سكنت جسدك النبيل قبل أن يسكنه المرض، ومن يا أيها القومي الشريف سيخلف حضورك وكلامك فينا، في زمان عربي نبحث فيه عن كلمة الشرف في المعاجم فلا نجدها، ومن يا أيها العروبي الوجه واليد واللسان من بعدك، ستسكنه بغداد وإخوتها وتدرج دمعة من عينه كلما لاحت من بعيد حديثا في سمر، أو خبرا في تلفاز، أو خيالا في منام.

كيف ترحل هكذا وتتركنا ناقصين من بعدك، ولماذا خاننا وخانك قلبك الطيب الذي نعرف وأسلمك للغياب...

لك الرحمة وجنات عرضها السماوات والأرض، ولأهلك الطيبين خالص العزاء، ولنا جميل ما تركتنا فينا من حسّ وألق عروبي لن يبارحنا ما حيينا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع