أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي شكل فريقا للبحث عن أنفاق بالضفة الغربية التنمية توزع 30 ألف بطاقة غذائية في رمضان "مُشتركة نيابية" تُشرع بمُناقشة "مُعدل الأمانة" الاربعاء أول أيام الاعتدال الربيعي في الاردن. النشامى يغادر إلى باكستان الحوثيون يستهدفون سفينة أميركية ويطلقون صواريخا على ايلات حماس: إسرائيل تهاجم مستشفى الشفاء للتغطية على إخفاقها العسكري الأردن يسيّر طائرة مساعدات إغاثية وخيم إلى قطاع غزة قطر تكشف تطورات مفاوضات صفقة تبادل في غزة تحذيرات من استمرار التجويع بغزة وسوء التغذية يفتك بالأطفال مقتل قائد عسكري إسرائيلي في غزة تبعات الحرب على أطفال غزة .. نور تصارع السرطان دون دواء ولا غذاء عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون باحات الأقصى تزايد تأثر الاردن بالمنخفض وأمطار رعدية في عدة مناطق الجمارك ومكافحة المخدرات تحبطان تهريب كبتاغون عبر معبر جابر غزة في اليوم الدولي للسعادة .. قدرة على الصمود والتكيف مع التحديات خيمة نزوح من معلبات المساعدات في غزة الأنصاري يكشف تطورات محادثات الدوحة حول وقف إطلاق النار بغزة الخيرية الهاشمية: الطرود الأردنية تصل لـ 1000 عائلة غزية يوميا إطلاق الإستراتيجية الوطنية للوقاية من المخدرات في الاردن
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة سهير جرادات تكتب لزاد الاردن :...

سهير جرادات تكتب لزاد الاردن : "المُعلِّم"

سهير جرادات تكتب لزاد الاردن : "المُعلِّم"

07-08-2020 11:20 PM

زاد الاردن الاخباري -

سهير جرادات - ليسمح لي سيد البلاد أن أخاطبه بأحب الألقاب وأقربها إلى قلبه ، ألا وهو " المُعلِّم " ، هذا اللقب الذي ورثه عن والده الملك الباني - رحمه الله – حيث يخاطبه المقربون ورجالات الدولة وموظفو الديوان الملكي ب " المُعلِّم " ، ويختبأ خلفه السياسيون عند اتخاذهم القرارات ذات الفائدة الأحادية من خلال إيهام المواطن بأنها أوامر ورغبة " المُعلِّم".
الألقاب والأسماء والنعوت لا تمنح للملوك اعتباطاً وارتجالا؛ إذ إن لقب "المُعلم " يمنح لمن يمتلك الخبرة ورجاحة العقل ، والدرجة العليا من العلم والثقافة ، ولمن هو الأقدر على الاحتواء ، وتقديم النصح والحكمة والمشورة .
ليعذرني " المُعلِّم " ، فإن ما يجري في البلاد لا يرضي العباد، والأمر أصبح يحتاج إلى تدخل سريع من قبل المُعلِّم الأول بأن يحسم الأمر ، لأن الأمور أصبحت تتفاقم ، وبحاجة إلى تدخل سريع لايقاف الاحتقان الذي يشهده الشارع .
منذ ولادة الثورة العربية الكبرى وحفاوة استقبال الأردنيين للهاشميين في معان الأبية والعلاقة الودية التي تجمع الحاكم و الشعب قائمة على المحبة والرحمة ، إذ اعتاد الناس في ليلة العيد على مكارم القيادة؛ بأن يُطلق سراح السجناء لإدخال الفرح والسرور على قلوب أبناء الشعب الواحد ، لا أن يتم في ليلة العيد الزج في السجون بمعلمي الوطن ، ومعلمي أبناء الوطن .
نحن في الأردن نتغنى بالحرائر ، ونعتز بنسائنا الخالدات أمثال " بندر ومشخص المجالي " ، اللتين أصبحتا رمزا وطنيا، يكشف عن مكانة المرأة الأردنية ، وادائها لدورها في حب الوطن والدفاع عنه ، فكن أول السجينات بعد ثورة الأردني ضد العثمانيين على فرض الضرائب ، ولكن اقتياد معلمات الأردن وتوقيفهن لساعات في "النظارة " ، أمر غريب عنا ودخيل علينا .
ليسمع مني " " المُعلِّم" بأن هناك من " يدفش " المواطنين إلى الشارع المحتقن ،الذي يشهد ترديا في الأوضاع الاقتصادية ، ويعاني ارتفاع الأسعار ، بعد أن أرهق المواطن الفساد وكثرة الفاسدين وتفشي الواسطة والمحسوبية ، وانتشار المخدرات والفقر والبطالة ، وما نشهده من معاناة جراء فساد الغذاء وتلوث المياه ، عدا عن راتب الموظف الذي بات لا يكفي قوت يومه ، كل ذلك جعل المواطن يلجأ إلى الشارع ليعبر فيه عن غضبه وسخطه لما آلت اليه أحواله وأحوال بلده ،حيث شهدنا هتافات وصلت سقوفها عنان السماء.
كلنا على يقين بأن " المُعلِّم" لا يرضى بأن يبقى المعلمون في السجون ، ولا أن يُزج بهم في النظارات مع الحرامية والسراقين ، وذلك حفاظا على مكانتهم لدى طلبتهم وليتمكنوا من تقديم العلم لهم ، حتى لا نصل إلى يوم يعاني فيه بناة المستقبل من الشباب الجهالة التي فرضتها علينا ظروف "فيروس كورونا " والتدريس عن بعد .
لا ُيرضي" المُعلِّم" أن نصل إلى مرحلة كسر بعضنا بعضا ، وحتى لا نكسر هيبة المجتمع ، ولا تُكسر هيبة الدولة على حد سواء ، وحتى لا يتم اضعاف الدولة التي تعاني أصلا التردي الاقتصادي ، علينا اللجوء للحكمة وترجيح العقل ، وتجاهل الشعارات، والتجاوز عن محاسبة أي طرف وتبادل الاتهامات ، وفرض الحلول التي تعيد الأمور إلى نصابها، والتوقف عن تحويلنا إلى( مع أو ضد) ، وتقسيم الشعب إلى قطبيين .
وبعد أن اصبحت الحدية عنوان المرحلة ، لغياب الحصافة في التعامل مع الازمة ، فإن علينا تجنب الشطط وترجيح العقل والرشد واستخدام الحكمة لامتصاص احتقان الشارع ، وتخفيف حدة الغضب وغليان الشارع ، وأن يتم تحمل المسؤولية من جميع الأطراف ، بحيث يضع الشعب يده بيد القائد لايجاد الحلول المناسبة باسرع وقت، ومحاسبة المقصرين في التعامل مع الازمة ومعاقبتهم ، وليساندهم الاعلام ليؤدي دوره الوطني بدلا من تكبيل يده ومنعه من الكتابة، وطرح وجهات النظر والحلول ، و حتى لا نصل إلى مرحلة تصبح مصدر اخبارنا خارجية وليست داخلية ، وبالتأكيد فإن التكاتف وتغليب صوت العقل سيمكننا مع " المُعلِّم" أن نصل إلى حل قائم على( لا غالب ولا مغلوب)، لانه في غير ذلك سيكون الكل خاسرا .
إذا كان مايدور في شوارعنا يراد من ورائه ارسال رسالة خارجية ، فللأسف فإن اثارها الداخلية ستكون أشد قسوة باحداث انعاكسات سلبية على سير العملية الانتخابية ، لان هذه الاعتقالات وحالة التأزيم التي يشهدها الشارع من ضرب وتنكيل بين الطرفين وشيطنة المعلم والأجهزة الامنية ، سيجعل الشباب يعزفون قبل كبار السن عن المشاركة في الحياة السياسية ، كما يعزفون تماما عن الاشتراك في الحياة الحزبية ، إلى جانب زرع الخوف في قلوب الشباب من التنظيمات الحزبية والعمل النقابي، ليعودوا إلى الخلف خمسين أو ستين عاما ، إلا أن نزول هذه الاعداد الكبيرة الى الشارع ينذر باننا سنشهد ولادة حزب جديد مختلف وأقوى من الأحزاب والنقابات الموجودة ، وهو " حزب أبناء الوطن ".
دعوني أخبر " المُعلِّم" بأن شعبه فقد الثقة والامل في المسؤولين ، ووصل لقناعة بأن قلوبهم ليست على الوطن وغير مخلصين له ، وأنهم غير قادرين على حماية مصالحه ومقدراته ، حتى بات يبحث عن حقه وخلاصه من الأموات بعد أن فقد الرجاء من الاحياء ، وبات ينادي ويطالب ب " وصفي التل " الذي استشهد قبل 48 عاما ، الذي يعد الرمز للوفاء والإخلاص للوطن .
على " المُعلِّم" أن ينصف المعلم ، حتى يبقى الوطن كما قال جبران خليل جبران: يقوم على كاهل ثلاثة: فلاح يغذيه، وجندي يحميه، ومعلم يربيه.
Jaradat63@yahoo.com








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع