تحقيق ارادة الانسان مرتبطة باتخاذ الاسباب وهذه مرتبطة بمشيئة الخالق ,لهذا فان ما حققه الانسان من تطور وبلوغ قمة المعرفة النسبية , في مختلف علوم مجالات الحياة المادية ,قد بني على اسس من الالهام والصدفة في مفهوم الانسان ,كانت نواة لتطور الانسان ,فالخالق وعد انه سيري اياته في الافاق ,وتحقيقا لاعجاز ايات القران الكريم ,ليرتقي الانسان لمرحلة الايمان والاستسلام ,تتطور فيه ارادته ,لتلتقي مع ارادت الخالق ,في خلافة ارضه,لاصلاح الحياة والبقاء ,وحفظ انجازاته والاستمتاع بها .............
عندما اقتصرت ارادة الانسان ,على معرفة العلوم المادية البحته ,رغم ان ما توصل اليه هو مجرد اكتشاف لعلوم موجودة اصلا ,مثال علوم الفيزياء وغيرها ,وغفلته عن صانعها ,ابقت الانسان في جهل ,في تعامله مع ما انعم الله عليه في وجه الخير ,وجهل ان يتوصل لعلوم مهمة في فهم حقيقة تكوينه ,فالانسان كما انه جسد باحتياجاته وامراضه ,فانه ايضا نفس باحتياجاتها وامراضها ,بحاجة لعلم ومعرفة تختلف كليا عن ما يؤمن به علماء العلم المادي,رغم ان الكثير من امراض الجسد والخطيرة ناتجة عن امراض النفس ..........
دراسات عديدة للعقل الارادي للانسان,لم تستطيع الجزم بارادة الانسان الحرة,وكان الغموض في مفهومها ,والخوض كمن يفسر الماء بالماء ,والحال نفسه مع علوم النفس ومعالجتها ,ضمن المفاهيم العلوم المادية ,رغم الاشارات العديدة والواضحة في كتاب الله تعالى ,مثال في تسمية النفس (المطمئنة ,اللوامة )ونعلم الخبيث منها ,دراسات وما يعتمد عليها ,تبقى بعيدة كل البعد عن الحقيقة ما لم يستعان بهداية الخالق ,وذلك بعد الايمان به ,فهذه العلوم علوم ايمانية ,لفهم الارادة ,ولفهم تعريف النفس وامراضها مثل الحقد والحسد والخوف وانعكاسها على الجسد...............
ارادة الله سبحانه وتعالى في خلق الانس والجن لعبادته ,اي الاستسلام لإرادته ,فحرية ارادة الانسان مقيدة في الايمان او الكفر,تضع الانسان في خيارين حددها الخالق لمسير الانسان في حياته ,بهداية النجدين ,هداية الخير لاتباعه والشر لاجتنابه والانتباه منه,يجدها الانسان في فطرة ضمير النفس وجينات الجسد ..............
د. زيد سعد ابو جسار