زاد الاردن الاخباري -
بقلم : عمر حربي العشوش - في ظل تراجع الثقة بمجلس النواب على الصعيد الشعبي ومع اقتراب الاستحقاق الدستوري بإجراء الانتخابات في موعدها ، فإن هذا الاستحقاق في الربع الأخير من هذا العام أضحى ضرورة حتمية لتجديد دماء المجلس وإفساح المجال للمواطنين للمشاركة في فرز مجلس نيابي يمثل تطلعاتهم وفق معايير برامجية وفنية بعيدا عن الأطر التقليدية في اختيار المرشحين ، مما يتطلب مشاركة حزبية وشبابية ومجتمعية واعية وجادة ودور أكبر واصلب لمؤسسات المجتمع المدني ، وحتى يتحقق الأمر نقف أمام عدة سيناريوهات عديدة أهمها أجراء انتخابات ضمن الضوابط الصحية المعلنة بدءا من تسجيل المرشحين مرورا بتقييد التجمعات العامة والمهرجانات الانتخابية لما يحوفها من مخاطر جدية على صحة المواطن ، واستثمار أدوات الإعلام الاجتماعي والإعلانات بمختلف أشكالها خلال مرحلة الدعاية الانتخابية وانتهاء بالتباعد الجسدي للمواطنين والالتزام بالشروط الصحية الوقائية خلال عملية عملية الاقتراع .
السيناريو الأخر إجراء انتخابات الكترونية والتصويت عن بعد على اعتباره حل بديلا واحترازيا لتجاوز تداعيات الأزمة من خلال تطبيق أمن أو مراكز اقتراع الكترونية وهذا الخيار قد يبدو ايجابيا في جانب خفض فاتورة الانتخابات وتقليل كوادر مؤسسات العاملة والأجهزة الأمنية العاملة في ملف الانتخابات وخفض نفقات مالية على المرشحين وإتاحة فرص اكبر للمشاركة الشعبية وتوفير الوقت والجهد وسرعة عالية في إعلان النتائج النهائية إضافة إلى إعطاء المغتربين خارج الوطن فرص التصويت من أماكن تواجدهم .وفي جانب أخر هنالك مخاطر محفوفة بسبب أخطاء تقنية محتمله وعدم جاهزية والبنى التحتية على المستوى الفني وكونها تجربة جديدة على المواطن ناهيك عن عدم أمكانية إعادة الفرز والنظر في الطعون والنتائج .
الرهان كبير على قدرة الأردن إجراء انتخابات في موعدها الدستوري والثقة مكرسة بجاهزية وحيادية الهيئة المستقلة للانتخاب وأجهزة الدولة المعنية ووعي المواطن في تقديم صورة حضارية وديمقراطية لانتخابات نزيهة وشفافة مع تعزيز الإقبال على التصويت والمشاركة في ظل أزمة جائحة وباء كورونا لفرز مجلس جديد يلبي طموحات المرحلة المقبلة .