أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أول كاميرا ذكاء اصطناعي تحول الصور لقصائد شعرية أميركي لا يحمل الجنسية الإسرائيلية يعترف بالقتال بغزة جيش الاحتلال يعترف بمصرع جندي في شمال غزة. يديعوت : ضباط كبار بالجيش يعتزمون الاستقالة الاحتلال يطلق قنابل دخانية على بيت لاهيا لازاريني: منع مفوض الأونروا من دخول قطاع غزة أمر غير مسبوق الاتحاد الأوروبي يحض المانحين على تمويل أونروا بعد إجراء مراجعة سرايا القدس تعلن استهداف مقر لقوات الاحتلال أنس العوضات يجري جراحة ناجحة "العالم الأكثر خطورة" .. سوناك: المملكة المتحدة تعتزم زيادة إنفاقها العسكري الملك يمنح أمير الكويت أرفع وسام مدني بالأردن "هزيلا وشاحبا" .. هكذا بدا عمر عساف بعد6 أشهر في سجون الاحتلال صاحب نظرية "المسخرة": نريدها حربا دينية ضد العرب والمسلمين نيوورك تايمز: "إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من الحرب على غزة" الملك وأمير الكويت يترأسان جلسة مباحثات رسمية في قصر بسمان الأردن الـ 99 عالميا على مؤشر الرفاهية العالمي وزيرة النقل: نطمح في تنفيذ مشاريع لتعزيز مفهوم النقل الأخضر في الموانئ والمطارات لبنان: شهيدتان و4 جرحى بغارة إسرائيلية بالصور .. حادث سير على مدخل نفق خلدا أبو عبيدة: العدو عالق في رمال غزة ولن يحصد إلا الخزي والهزيمة
بلسان غير ذي عوج

بلسان غير ذي عوج

28-05-2020 12:09 AM

الدكتور عديل الشرمان - كثيرا ما نسمعهم، دائما ما نراهم، يتقدمون الصفوف، وفي النائبات قليل، أياديهم بيضاء في ظاهرها، ملطخة في جوهرها، يخفون ما لا يظهرون، يعجبك قولهم اذا حضروا، وَإذا تولّوا سعوا في الأرض مفسدين.

هم أباطرة في التمثيل والبحث عن الغايات، لكنهم ليسوا أساتذة في اختيار الوسائل، همّهم أن يزرعوا فسيلة، ولا يهمهم طهارة الوسيلة، والتلفيق طريقهم للبحث عن التصفيق، والمراوغة أسلوبهم لدفع الأخرين للتصديق.

ياقاتهم بيضاء، وقلوبهم سوداء، وغاياتهم في الظاهر شريفة، لذا فهم يبررون الوسائل الخاطئة لبلوغها، وهم لا يعرفون أن شرف الغاية من شرف الوسيلة، ولا يعلمون أن نيل هذا الشرف لا يتحقق إن لم تكن الوسيلة التي توصل إليها شريفة ومشروعية.

وأمثال هؤلاء وهم القلة يتظاهرون بأن قطع الشجرة المثمرة بلا سبب حرام، لكنهم لا يبالون بقطع أرزاق العباد بلا سبب، ويتألمون من أن تطأ أقدامهم نملة تجري طلبا لرزقها، ويخشون شكواها إلى الله، لكنهم يتلذذون وهم يدوسون رقاب العباد بنعالهم، ولا يخشون في ذلك ربّ العباد، إلا الخوف على مكانتهم ومهابتهم ومصالحهم، هؤلاء يخشون خليفة الله في الأرض أكثر من خشية رب الخليفة.

الكلمة الطيبة والمديح بالنسبة لهم ضرورة لا لخدمة الفضيلة، ولكنها حيلة خدمة للرذيلة، ولتمكينهم من خداع الناس وأسر قلوبهم والسيطرة عليهم، وجوههم خاشعة تظنها من الحياء والتواضع، لكنها وجوه عاملة ناصبة.
تقف الكلمات عاجزة عن ايفائهم حقهم من الهجاء، ولمن نشكوها، وماذا نقول بشأن وسائل إعلامية غاوية تأبى إلا أن تتبعهم، وتذهب إلى تعظيم هذه الوجوه الكدرة، فلاعت بطوننا ونفوسنا منها ومنهم حتى استفرغت، وإعلاميون يلهثون خلفهم وقد أرهقوهم صعودا، وزادوهم خبالا، وقد مالوا حيث مالوا، واعتادوا هزّ أذنابهم لهم حتى سقطوا معهم، فقرفناهم جميعا، وصاروا في الهم سواء.

هؤلاء القاسطون، والساهرون على ملذاتهم وهم السكارى وقد برعوا في الثمالة والتمثيل، والذين تدلت لغاليغهم، وكروشهم منذرة بقبح المظهر وسوء الخاتمة، هم صغار البلد، أما الحاملون من الأمانة ثقلها، والمرابطون الساهرون على خدمة وصحة وسلامة المواطنين، وأمن وطنهم، والمدافعون عن كرامته واستقلاله وكبريائه، والجاعلون بيوتهم رغم خصاصتهم للسائلين دليلا هم كبار البلد ورجالاته وكراسيه، وهم وجوه البلد البيضاء، وهم سادته، وسر سعادته، وهم من من ننحني لهم إجلالا وإكبارا، وهم من يستحقون أن يجازوا بالجميل جميلا.

كم كظمنا غيظنا من هؤلاء الصغار الصاغرين، وكم أفسدوا، وكم هضمت حقوقنا بسببهم لصالح أذنابهم، أذاقونا المرّ فتجرعناه على مضض، فلمن نشكوا أصحاب هذه الوجوه التي علتها الغبرة، وهل تؤلم شكوانا؟! لقد بات حالنا كمن يصرخ في واد فيرتد إليه صراخه، فما أنت مسمع من في القبور، وصار من الأفضل أن نتوجه بشكوانا إلى الله وبلسان غير ذي عوج، ونردد:
لا تشكو لغير الله غيظا أنت كاظمه .... لا يؤلم الغيظ إلا من تذوقه

لا تشكو لغير الله مرّا أنت ذائقه ....
لا يعرف طعم المر إلا من تجرعه

إلى من خانوا أماناتهم، ونقضوا عهودهم، وحنثوا بأيمانهم، ومن خذلوا أبناء وطنهم، وإلى من خيّبوا الظن بهم بعد أن تقلدوا المناصب الحكومية والخاصة والمواقع القيادية، وأثبتوا أنهم ليسوا أهلا لها، وتحالفوا وسهلوا لشياطينهم ممارسة الفساد وأكل أموال الناس، ونهب ثروات الوطن، نقول: ربما يطول بكم وبهم هذا الحال، لكن سيأتي اليوم الذي فيه سيستجيب القدر، وفيه ستسألون عن أعمالكم وستحاسبون جميعا على أفعالكم، حينها لن ينفعكم التلاوم، ولن يغفر لكم الشعب ذنوبكم، وستسحلون كالأنعام بما اقترفته أياديكم، لأنكم أضلّ سبيلا.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع