زاد الاردن الاخباري -
مهما تكن معركة كورونا فقد كانت معركة مشتركة بين كل العالم وهذا الوباء ،وكان لكل دولة طريقة في إدارة هذا الصراع وآثاره ،وفي نهاية المطاف تجاوزنا الأصعب طبيا وحتى اقتصاديا بما يخص الدولة وأن كان الضرر على القطاعات الاقتصادية يحتاج إلى معركة لتخفيفه.
لكننا في الاردن وحدنا مقبلون على معركة يمكن اعتبارها معركة وجود سياسي مع عدو ليس وحيدا مثلنا بل تسانده دولة عظمى وربما يجد تشجيعا حتى من أوساط يفترض أنها من معسكر الحق العربي ،هي المعركة مع حكومة الاحتلال الصهيوني التي ستبدأ ولو بالتدريج بتطبيق خطة ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية لهذا الكيان.
وعندما تحدث الملك مؤخرا بقوة عن الموقف الأردني تجاه هذا الملف ،حاولت أوساط صهيونية تصوير الأردن عاجزا عن تنفيذ اي فعل في مواجهة عملية الضم ،وتابعنا تحريضا ممنهجا في كيان الاحتلال على الاردن والملك بشكل شخصي ،وكان الحديث عن الوطن البديل والمس بالنظام السياسي الأردني علنيا وتحريضيا.
لم ولن يعجب الكيان الصهيوني أن يكون هناك موقف أردني قوي وحقيقي في مواجهة ما تفعل حكومات اليمين الصهيوني ، والأردن لن يستطيع إلا ان يقف موقفا قويا وحقيقيا في مواجهه إسرائيل ،فما يجري هو بوابة جهنم على الاردن والفلسطينيين ،وإذا تم تمرير هذه المرحلة بلا صمود وردع ستكون الخطوات الصهيونية القادمة صعبة جدا ،وكل ما كنا تعتقد أنه مخططات ومؤامرات سنراه على الأرض ،والثمن أن الاردن لن يبقى هو الأردن وسيصبح جغرافيا بهوية سياسية أخرى .
ندرك أن مخططات إسرائيل ليست قدرا الهيا ،لكننا ندرك أن المعركة القادمة تحتاج إلى أدوات أردنية كاملة القوة والهوية ،ويفترض أن تقول الدولة للناس كل ما يجعلهم يدركون خطورة المرحلة وواجبهم ،فالأمر ليس سهلا ،ونحن لسنا في حديقة ورود فالعدو الصهيوني نعلمه لكن هناك قائمة من المتربصين بل والمستفيدين من تحقيق الاحتلال لاحلامه .