الفنانون الأردنيون ينعون أنفسهم !

زاد الاردن الاخباري -

 احتفلت نقابة الفنانين الأردنين مساء الخميس بيوم الفنان الأردني بطريقة مغايرة لتلك التي يحتفلون بها كل عام إذ كان احتفالهم لعام ٢٠١١ يحمل طابعاً يعكس حالهم .

ونعى الفنانون الفن الأردني و أنفسهم من خلال إقامة بيت عزاء مقابل نقابتهم الواقعة في منطقة اللويبدة بعد أن سيروا جنازة من دوار باريس حملوا خلالها " نعش " كتب عليه "قتلتم فينا الإبداع " .

" عظّم الله اجركم".

" لا إله الا الله الفنان حبيب الله"."قتلتم فينا الابداع""نبوس إيدكم بدنا فن"...... وغيرها من العبارات التي رددها الفنانون الاردنيون وهم يحملون نعشا غطاه السواد يرمز الى الفن. لكن الحزن كان يكابد القلوب التي أصابها ما أصابها من شجن للحال الذي وصل اليه ظرف الفنان المادي والنفسي.

كان أعضاء نقابة الفنانين يتكئون على أنفسهم كمحاولة للخروج من حزن أقعدهم وجعل أضلاعهم هشة مثل أوضاعهم المعيشية. وانتشر السواد بين ملابس الفنانات . وكنا نظنها مجرد صدفة ، حين وجدنا الفنانة عبير عيسى بلا مكياج متدثرة بالسواد. ومثلها كانت الفنانة صبا مبارك والفنانة أسماء مصطفى وغيرهن وغيرهن من الفنانات.

وبينما كانت التحضيرات تجري أمام مقر نقابة الفنانين في جبل اللويبدة ، كانت"ساحة باريس"على مسافة ليست بعيدة من"النقابة"تحتضن الفنانين الذين وصلوا للمشاركة في الاحتفال الذي دعت اليه النقابة بمناسبة"يوم الفنان الاردني".

وفي الخامسة والنصف مساء ، تحلّق الجميع حول نعش ضم ( جثمانا ـ رمزا) ، للفن الاردني. وعلى شاهده كُتبت عبارة"من المشاهد الاردني الى من يهمه الامر. سيكون هذا الشاهد شاهدا على هذا الحدث. ممكن دفنوا هون ولا كمان برا"

وفجأة يرتفع صوت الفنان عادل عفانة منددا بغياب المسؤولين عن الحفل ـ التأبين . وأضاف عفانة : كنا نتمنى حضور رئيس الوزراء وغيره من المسؤولين لكنهم غابوا عنا".

الفنانة صبا مبارك قالت : الاردن ليست خيمة ومسلسلات بدوية. لدينا اكبر من ذلك. وهذا ليس مجرد اعتصام بل طريقة لإيصال وجهة نظر الى من يهمه الامر. مطالبنا قديمة وهي ليست وليدة الحاضر. وأضافت صبا مبارك : نريد أن نعيش كبشر" بدنا نعيش". وطالبت الفنانة صبا مبارك بتخصيص مبالغ من أجل إنتاج أعمال درامية . كما دعت الى منح الآخرين فرصة الانتاج.

وأكدت صبا مبارك : بلدنا يضم نجوما وفنانين كبارا . وهناك فنانون غير معروفين لأن التجاهل والفرصة تجاوزتهم.

الخطيب :  سنتحدى الموت ...

بعد انتظار طويل وعسير ... ها نحن نحتفل بيوم الفنان الأردني هكذا مع الموت وبين أحضانه ... وها نحن نقف على مشارف يوم المسرح العالمي الذي يحتفل به العالم في كل عام بالكلمة الحرة ... التي هي سيف المجتمعات الراقية نحو الإصلاح والتطوير ... نحتفل بهذا اليوم يوم الفنان الأردني في جو مليء بالإحباط والسوداوية والانكسارات ... حاملين فوق ضمائرنا الإشكالات المتراكمة والتساؤلات التي لا تجد الإجابة ... لا نريد أن نقف أمام المبررات الركيكة المستوى واللامسؤولة ... فأزمات العالم العامة نحن ندركها ونحسها ونعيشها ولكن الأزمات التي تسببها الإدارات المعنية السيئة والفاسدة وتردي الحس الوطني عند الإداريين أصحاب المناصب التي هي أكبر من حجم عطائهم وفهمهم واستيعابهم .. يرزخ على كواهلنا بكل ثقله ... ويلجم إمكانات تحركنا ويعيق إرادتنا عن ممارسة دورنا وفعلنا المؤثر ... إن أزمتنا الأبلغ أثرا  والخانقة والأعمق إيلاما هي خوفنا على الوطن في الوقت الذي تراجع به الحس بالمسؤولية الوطنية عند أصحاب القرار الذين لا يتوجعون لتراجع دور الأردن الإبداعي والفني والثقافي على مساحة العالم العربي بقدر ما ينظرون إلى المكافآت الكبيرة والتي تتجاوز رواتبهم الشهرية ومكافآتهم دخول الفنانين طوال العام ...كم من الإبداعات والطاقات خطفها الموت وهي في ذروة توهجها ... وكم من الفعاليات الفنية التي رفعت إسم الأردن عالياً خبت وتلاشت ... وكم من الأصوات أسكتت ...

في ساحة هذا الجو الموبوء المسرطن نشاهد بأم أعيننا موت الدراما الأردنية والموسيقى الأردنية والمسرح الأردني وتهيمن علينا وعلى مؤسساتنا فنون الربح السريع وتعمل بخطط استعمارية القصد منها إلهاء المواطن عن قضاياه الأساسية الوطنية ... وهذا يساهم به المسؤول الذي لا يدرك عمق المؤامرة ، وإن كان يدركها فالمصيبة أكبر ...

ومن الآن نعلنها ونطلب من كل الفنانين والمبدعين والمثقفين وقفة صارمة في وجه هذا التآمر على الفن والإبداع الأردني من اجل إلغاء الهوية وطمس معالم الإبداع والفن في الأردن .... وسنستمر في إعلاء الصوت وسنقف في وجه كل من يحاول تهميشنا وإلغاءنا وموتنا ... وسنظل نصرخ بالكلمات نخطها بدمنا من أجل الوطن الذي يسكن فينا لكنهم أبوْ أن نسكن فيه.

حمى الله الأردن – حفــظ الله قائــد الوطــن ،،،

المــوت ... المــوت ... لأعـــداء الإبـــداع

 

نقيب الفنانين الأردنيين

حسين الخطيب