على الرغم من الأثر الاقتصادي الكبير وتحدياته على الاقتصاد العالمي بشكل عام والاقتصاد الوطني بشكل خاص ، إلا أننا في الأردن – ومن واجبنا الوطني - مستعدون جميعا لمزيد من التضحيات في سبيل مصلحة شعبنا وصحته وسلامته من وباء كورونا ، الذي عمّ معظم أرجاء المعمورة ، وأصاب مئات الآلاف من سكان العالم ، حيث تنوعت أضرار الوباء حتى شملت قطاعات كثيرة من مناحي الحياة في بلادنا .
ونحن في الأردن تعودنا في حياتنا على مواجهة الصعوبات والأزمات وبالذات الإقتصادية منها ، وخرجنا منها بتجارب مفيدة ، حيث برهنت حكومتنا رغم شح امكانياتها أنها تشكل دائما حالة متميزة في ادارة الأزمات ، وكان آخرها مواجهتها الحالية لفيروس كورونا ، وهي ماضية الآن بتجاوز هذه المرحلة بنجاح واقتدار ، وقد شهد العالم كله للأردن حكمته في التعامل مع هذا الظرف العصيب ، حيث يقف شامخا وبتعاون مؤسساته وشعبه على تفادي هذه المحنة ، واضعا نصب عينيه المحافظة على سلامة مواطنيه وصحتهم مهما كلفه الأمر .
ونحن كمستثمرين في قطاع السيارات ، من واجبنا الوطني والأخلاقي ان نقف الى جانب بلدنا ، على الرغم مما يواجهه اقتصادنا من أزمة مريرة ، وهذا يتطلب من جميع المؤسسات والشركات دعم الحكومة في جهودها الكبيرة في مكافحة الوباء الخطير الذي اصبح يهدد حياتنا وحياة أبنائنا إذا ما تكاتفنا في مواجهته ، ومن هنا فقد قررنا كهيئة مستثمري المناطق الحرة التبرع بمبلغ 50 الف دينار لدعم جهود وزارة الصحة لمواجهة كورونا ، كجزء من المسؤولية الوطنية في دعم الجهود الحكومية ضد تداعيات هذا المرض ، كما وأن الهيئة على استعداد تام لتقديم أية خدمات تحتاجها الوزارة مستقبلا ، لدعم خطتها في مواجهة الفيروس .
ونعّبرُ كذلك عن تقديرنا لحكومتنا الرشيدة وأجهزتها المختلفة ، لحسن إدارتها لملف وباء كورونا ، وعليه فنحن جاهزون للوقوف معها في خندق واحد لمواجهة تبعات هذا المرض سواء كانت الصحية أو الاجتماعية أو الاقتصادية للعبور بالوطن إلى بر الامان ، ونؤكد أن التكاتف الوطني بين جميع مؤسسات الدولة والهيئات الرسمية والشعبية ، هو ضرورة حتمية ، وسبيلنا في حماية الوطن والمواطن من العدوى ، كما نوجه التحية والتقدير لنشامى قواتنا الباسلة الجيش العربي ومختلف أجهزتنا الأمنية وجميع الكوادر الصحية والخدمية ، حيث يقومون بجهود جبارة في حماية الوطن والمواطن من هذا الوباء ، داعين الجميع الى توحيد الجهود وعدم الارتهان للشائعات أو محاولات التقليل من الجهود الوطنية المخلصة ، ونحن واثقون بأننا بتكاتفنا قادرون على تجاوز هذه المحنة لتجنيب الوطن والمواطن مخاطر هذا الفيروس ، ولعل حالة التناغم التي تعيشها الدولة بكافة أطيافها من مؤسسات رسمية واجهزة امنية وقوات مسلحة ومواطنين ليست بالغريبة على المجتمع الاردني ، الذي اظهر حالة تكاتف نادرة يشهد لها القاصي والداني .
وعليه فإن الأمل يحدونا بعد تجاوز هذه الظروف الدقيقة أن تعمل حكومتنا على دعمنا كتجار سيارات ، بتذليل كافة الصعوبات التي تحملناها ، حتى تعيد لهذا القطاع المتأثر جزءا من خساراته بسبب الركود والتوقف عن العمل طوال فترة مكافحة الوباء ، وشهادة حق نقولها بان الأردن وبفضل قيادته الهاشمية الحكيمة قد أثبت للعالم أجمع على أنه نموذج يجب الإقتداء به ، حيث أنه وعلى الرغم من كون الاقتصاد الأردني صغير الحجم ومحدود الموارد ولا يمتلك الإمكانات والموارد المالية الكافية ، إلا أنه تمكن من إدارة الأزمة بالشكل المثالي والمتزن ، وختاما ندعو الله جلّت قدرته أن يحمي الاردن وقيادته وشعبه من كل مكروه ، انه سميع مجيب .
محمد علي الحسيني
عضو هيئة مستثمري المناطق الحرة