21 مارس 2020 يوم مميز وجميل بزائر مزعج

د.مجدولين عبدالله - كم هي الساعة الان؟
وأنا أسطر هذه السطور خطرت على بالي جملة الحكيم الذي نقشها عل خاتم أحد الملوك وهو حزين بأن هذا الوقت سيمضي.
هذا الوقت الصعب سيمضي وسيزول,كما أتى حتما سيزول,وأنا ألتزم بيتي طوعا حالي حال كل انسان يسكن هذه الأرض الطيبة , أعيش حالة من الهدوء والسكينة في بيتي وبين أهلي.كم هو شعور جميل بأن تشعر بأنك تحمل ثقافة تميزك ,إن التزامك بجلوسك في بيتك خدمة لأهلك وجيرانك وكل من تحبهم.
طوعا نعم طوعا,يجب أن يكون جلوسنا في بيتنا طوعا,إذ لا بد ان نتعايش مع هذا الوضع حتى يتسنى لنا أن نطرد هذا الزائر المزعج البغيض,كان لزاما علينا ونحن نعيش زمن التحضر بأن تكون لدينا جميعا ثقافة الالتزام في بيوتنا.
لم تكن الحكومة بحاجة لفرض منع التجول إلا حفاظا علينا,لأن الانسان هو أكرم ما خلق الله,دعهم يعملون ,وادع لهم في سرك بأن يحفظ الله كل من يعرض نفسه للخطر ليحافظ على حياتنا.
والان نستطيع قلب هذا التحدي الى فرصة ذهبية , نعيش لحظات سكينة بأن نعيد ترتيب حياتنا ,وتصفية عقولنا وحتما ترميم علاقاتنا الأسرية,تعلموا شئ جديد,تعلموا بعض الحرف البسيطة كإعادة تدوير بعض الأشياء التي لا تحتاجونها,العبوا مع أولادكم,تحدثوا,تناقشوا,تناولوا طعامكم على مائدة واحدة,علموهم ان هذا أيضا الزمن الجميل.
فتذكروا قول الله تعالى في كتابه الكريم (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون) ,نحن تحت مشيئة الله وقدره,نحن متوكلون عل الله وهو حسبنا ووكيلنا ,مع الأخذ بالأسباب والبعد عن التجمعات.
عليكم بالصبر ,التزموا بيوتكم ,اهتموا بأنفسكم وعائلتكم,لا تتناولوا الرسائل السلبية ولا تتناقلوا الاشاعات,تبادلوا نواقص حاجياتكم مع الجيران ,كونوا أصحاب فكر ايجابيين مؤثرين على من حولكم,انشروا الايجابية بالمجتمع لأننا ننتظر أيام جميلة وشهر رمضان والعائلة كاملة مجتمعة على مائدة واحدة,والصيف الجميل وسهراته الجميلة ,هذا الوقت سيمضي,وستعود أيامنا أحلى وأجمل وسنحتفل جميعا بعيد جديد للوطن.
الأردن أثبت نفسه بكل قوة وأمام العالم كله ,الأردن سيصدر ما يسمى بأفضل الممارسات حتى تكون حالة تدرس,للقضاء على هذا الوحش الصغير ,لنقتله بتماسكنا وتعاضدنا.
في الأيام القادمة لنخنق جميعا هذا الفايروس ونقتله بعدم التدافع والتجمهر,والمطلوب منا جميعا التعاون والتصرف بطريقة حضارية,حتى لا تنتقل العدوى وتنتشر.
وأخيرا لا تنسوا الدعاء للمعلم الذي يسهر مع طلابه ويعلمهم.
للطبيب الذي يخاطر بنفسه ولا يهمه إلا علاج المرضى
للممرض الذي يخاطر بحياته ليقدم الرعاية للمرضى
للجيش والشرطة والدرك والدفاع المدني الذين يسهرون بهذا البرد القارس لنأمن نحن بالراحة.
لفريق خلية الأزمة الذين لا يعرفون للراحة مكان
جزاكم الله خير الجزاء,ورفع عنكم الأمراض والوباء.
حفظ الله الأردن ملكا وشعبا وأرضا.