زاد الاردن الاخباري -
عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا بطلب من بريطانيا بعد مقتل 33 جنديا تركيا على أيدي قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا في أكثر هجوم فتكا ضد الجيش التركي منذ 30 عاما.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قبيل انعقاد الجلسة "ليس هناك ما يبرر هذا التجاهل الصارخ للقانون الدولي".
وتابع "إضافة إلى العقوبات الجديدة التي أعلن عنها في وقت سابق من هذا الشهر، سنعمل مع شركائنا الدوليين لتشديد هذه العقوبات إلى أن تتوقف هذه الجرائم".
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الجمعة التصعيد في القتال بشمال غرب سوريا بانه "إحدى أكثر اللحظات المثيرة للقلق" في الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وتحاول قوات الرئيس السوري بشار الأسد التي تدعمها قوة جوية روسية استعادة آخر معقل كبير للمعارضة في سوريا بعد تسعة أعوام من الحرب.
وأرسلت تركيا آلاف الجنود ودفعت بعتاد عسكري ثقيل إلى محافظة إدلب في تدخل غير مسبوق لدعم مسلحي المعارضة.
وقال جوتيريش للصحفيين في نيويورك "الأمر الأكثر إلحاحا هو وقف فوري لإطلاق النار قبل أن يخرج الوضع بالكامل عن السيطرة".
ومضى يقول "في كل اتصالاتي مع الأطراف المعنية، لدي رسالة واحدة بسيطة: تراجعوا عن حافة التصعيد".
ولدى سؤاله خلال لقاء مقتضب مع الصحافة لمعرفة إذا حان الوقت لإرسال موظفين تابعين للأمم المتحدة إلى إدلب لتقييم الوضع فيها، أجاب جوتيريش أنّ "ثمة بعثة إنسانية قيد التحضير لهذا الغرض بالضبط".
ولم يعط تفاصيل حول تشكيلة هذه البعثة وحول موعد ذهابها إلى إدلب ومدة بقائها هناك.
وقال دبلوماسيون رفضوا الكشف عن هويتهم إنّ البعثة قد تحضر الاسبوع المقبل وستضم ممثلين عن مختلف وكالات الأمم المتحدة. وبالإضافة إلى الشؤون الإنسانية، قد تضم ايضاً ممثلين عن برنامج الأغذية العالمي ويونيسف.
وبالتزامن مع التحركات والمواقف السياسية، قالت وزارة الدفاع التركية الجمعة إن أحد جنودها قُتل وأصيب اثنان آخران في قصف لقوات الحكومة السورية في محافظة إدلب.
وقالت الوزارة على تويتر إنها استهدفت قوات الحكومة السورية في المنطقة حيث أرسلت تركيا آلاف الجنود والعتاد العسكري دعما لمسلحي المعارضة الذين يقاتلون الجيش السوري.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية إن مسؤولين أتراكا أبلغوا وفدا روسيا خلال محادثات في أنقرة يوم الجمعة بضرورة تطبيق وقف دائم لإطلاق النار فورا في منطقة إدلب.
وتابعت الوزارة في بيان أن المسؤولين الأتراك أبلغوا الوفد الروسي الزائر خلال المحادثات بضرورة خفض التوتر في إدلب وانسحاب قوات الحكومة السورية، التي تدعمها موسكو، إلى الحدود المقررة في اتفاق خفض التصعيد المبرم عام 2018 بين تركيا وروسيا.
وفي السياق، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة إن الولايات المتحدة تدرس مساعدة أنقرة بشكل عاجل بالعتاد وتبادل المعلومات لدعمها في مواجهة قوات الحكومة السورية في محافظة إدلب.
وقال المسؤول للصحفيين "ندرس سبل دعم الأتراك، مرة أخرى لن يشمل ذلك تحركات عسكرية لوحدات أمريكية... كحليف في حلف الأطلسي وشريك رئيسي في المبيعات العسكرية الخارجية، لدينا علاقات مختلفة مع الأتراك فيما يتعلق بالعتاد وتبادل المعلومات. نبحث ما بوسعنا عمله الآن بشكل عاجل لمساعدتهم".
وقال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب أيد في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة خفض تصعيد العنف في شمال غرب سوريا ودعا الحكومة السورية وروسيا وإيران إلى وقف هجماتها.
وقال جود دير المتحدث باسم البيت الأبيض "جدد ترامب التأكيد على دعمه لجهود تركيا لخفض التصعيد في شمال غرب سوريا وتجنب كارثة إنسانية".
وقال دير في البيان "اتفق الزعيمان على أنه يجب على النظام السوري وروسيا وإيران وقف هجومهم قبل مقتل وتشريد المزيد من المدنيين الأبرياء".
كانت إدارة الاتصالات التركية قد قالت على تويتر في وقت سابق إن الرئيسين ناقشا التطورات في المنطقة واتفقا في اتصال هاتفي على ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لمواجهة المأساة الإنسانية في إدلب حيث شردت أحدث موجة من القتال قرابة مليون شخص.