لغاية بداية منتصف السبعينيات كانت النساء العربيات يرتدين لباس عند الخروج من المنزل يسمى " الكاب" ، وهو لباس ينتهي عند اسفل الركبة بقليل مع غطاء للراس هو المنديل الذي يتم ا ارتداؤه بكافة الالوان ، وقد جاء هذا اللباس نقلا عن ثقافة اللباس التي امتدت لسنوات طويلة متأثرة بالوجود والسيطرة العثمانية على شرق المتوسط .
وعند بدء ظهور الحركة الوهابية سياسيا مع بدء نفوذ النفط العربي في شبه الجزيرة العربية ؛ بدء اللباس الخاص بالنساء يتحول الى العباءة السوداء ، وازداد ظهور العباءة السوداء التي تغطي كامل جسم المراءة العربية بلونها الاسود ؛ مع ازدياد النفوذ الديني للثقافة الوهابية في تعاملها مع لباس المراءة .
ما سبق هو محاولة لتفسير العلاقة بين لباس النساء العربيات ، والتغيير الكبير في النفوذ السياسي لكل من السعودية وتركيا في السيطرة على المنبر الديني للمجتمع العربي وخصوصا الشرق أوسطي ، وقد جاءت هذه المحاولة للتفسير بعد سماع نقاش تم بين اثنتين من النساء العربيات ، احداهن تعيش في شرق المتوسط والاخرى تعيش في تركيا ، وهو نقاش حاول الاجابة على صحة اداء الصلاة عند النساء وهن يرتدين " الكاب" في تركيا ؛ وهو شيء محرم في شرق المتوسط ، وتأتي المفارقة السياسية الدينية هنا ؛ من واقع محاولة كل من الوهابية والعثمانية دينيا في تزعم الموقف السياسي الديني في شرق المتوسط .
والمفارقة الدينية السياسية التي أصابت شرق المتوسط في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين ؛ والتي وضعت لباس النساء مرة اخرى في صراع عقائدي مزلزل ؛ تمثلت في طبيعة لباس نساء " الدولة الاسلامية الارهابية " ، لباس نساء المرحلة الوهابية ، والمتمثلة في لباس عباءة سوداء مع خمار اسود يغطي الوجه ويبقي عيون نساء شرق المتوسط ظاهرة .
وما بين تلك المؤثرات السياسية الدينية الثلاث، وخلال ما يقرب من خمس عقود ؛ نجد ان المراة الشرق أوسطية ما زالت ومن خلال لباسها تمثل هوية المجتمع السياسية الدينية ، ونحن بانتظار ما ستحدث من تغيرات في لباس المرأة الشرق أوسطية نتيجة لما يحدث في جزيرة العرب اسطنبول ، ومحاولات جيل جديد من نساء شرق المتوسط في الخروج من تلك التبعية .