يحتفل الشعب الأردني بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني 58 بطريقة حربية بعض الشئ وعلى وقع صفقة القرن وعودة نتنياهو غدا من واشنطن لاعلان ضم غور الأردن ودفع تعزيزات عسكرية لتلك المنطقة ابرزها لواء جولاني وهي قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي بتهديد واضح للاردن لم نعرفه منذ حرب الخليج 1991.
ومن الجدير بالذكر إستخدام ترمب كلمة فلسطينيين وهي تعبير عن جالية لا وطن ولم يستخدم كلمة فلسطين الحبيبة خلال اعلانه صفقة القرن ، فهو ونتنياهو لا يريدون سماع اسم فلسطين مطلقا.
بينما نجد تمسك الاردن التاريخي بسياسة الجسور المفتوحة مع إسرائيل، بعد ضياع الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، كدليل واضح على تمسك المملكة بثقافة السلام بشهادة رسمية من العالم اجمع وهذه اقوى سلاح اردني متاح حالياً على عكس العسكرة الصهيونية الحالية بغور الاردن .
والولايات المتحدة الأمريكية حلت مكان هيئة الأمم المتحدة راعية للسلام بين العرب وإسرائيل منذ عام 1974 والتاريخ شاهد على زئبقية وزير خارجيتها هنري كيسنجر وجولاته المكوكية لصنعه .
والأردن اعتبر اليوم وعلى لسان رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز ان صفقة القرن مجرد حبر على ورق وكانه يشير لفشل ورشة البحرين، وحتى وزير الدفاع الإسرائيلي رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي طرحتها الصفقة .
ولا شك ان الخبرة التاريخية تتحدث عن فشل مشاريع السلام بين العرب وإسرائيل من عام 1967 وحتى ورشة البحرين وصولا لصفقة القرن التي رفضها الأردن والفلسطينيين بشكل قاطع حتى ان كوشنر طلب اليوم من نتنياهو التريث بموضوع ضم غور الاردن وباقي كواليس صفقة القرن خوفا من اندلاع انتفاضة شعبية في القدس والضفة وغزة لا تبقي ولا تذر .
ونعود لتصريحات العين فيصل الفايز الغامضة اليوم حيث هدد بلغة غير مسبوقة بانه اذا حصل شيء للأردن وهو يشير من طرف خفي لوصول التعزيزات العسكرية الإسرائيلية في غور الأردن فإن المنطقة برمتها ستكون برميل نفط مشتعل وليس الاردن فحسب، وذهب بعيدا بوصف صفقة القرن بأنها مجرد حبر على ورق لا أكثر ولا اقل .