زاد الاردن الاخباري -
"مجتمع يعاني أفراده من الظلم والقتل والتعذيب والاعتقال وفي أحسن الظروف يكونوا منبوذين من المجتمع".. بهذه الكلمات دافعت الصحفية والناشطة الحقوقية اليمنية هند الإرياني عن مجتمع المثليين.
وقالت هند هذه الكلمات في مقطع فيديو نشرته عبر حسابها الرسمي على موقع التدوين "تويتر" بعد أن تلقت انتقادات لاذعة على خلفية نشرها مقالًا يحمل عنوان "لماذا الخوف من المثليين" على إذاعة مونت كارلو الدولية في 20 ديسمبر الماضي.
وتابعت: "قد يعيش أفراد مجتمع الميم في عالمين ويعيش تعيس أو في تأنيب ضمير وبنسفسة سيئة تدفعه للانتحار".
وأردفت تقول: "لماذا كل هذا الظلم، أتفهم أن البعض يقول أن ديننا يقول لنا ذلك، ولكن هل انسانيتك تقبل بهذا الظلم هل تحرض ضدهم هل تقبل أن تحرض ضد فئة من الناسلمجرد أنهم مختلفون عنك، أولئك الناس موجودين في السابق ولا زالوا موجودين وسيبقون دائمًا".
وتابعت: "الكثير من التغريدات التي وصلتني تقول لي (أنتِ مثلية) باعتقادهم أنني سأغضب أو سأشعر بالإهانة من هذا الوصف، مخطئون.. وصفي بالمثلية ليس إهانة ولا تحقيرًا ولا يزعجني نهائيً، إنه صفة، تمامًا مثل وصفي بأني شقراء وأنا قمحية".
ورأت أن "الكثيرين كتبوا متسائلين 'كيف لم تصبح رئيسة الوزراء مثلية؟'"، معتقدين أن "المثلية قرار يتخذه الشخص". وأضافت: "من الأفكار الخاطئة عن المثلية أن هناك من يلتبس عليه الأمر، ويظن أن الرجل المثلي الجنس هو بالتأكيد (بيدوفيلي)، أي أنه يشعر بميل إلى الأطفال".
وأشارت إلى حال مثلي الجنس العربي الذي يضطر أحيانًا إلى "إخفاء ميوله الجنسية واتخاذ أحد القرارين: إما أن يتزوج/تتزوج من جنس مغاير ويعيش تعيسًا ويتسبب بتعاسة الشريك المخدوع الذي لا يعرف شيئاً عن حقيقة الميول الجنسية لشريكه أو أن يبقى أعزب ويمارس الجنس بالخفاء ويتعرض لمضايقات المجتمع والخوف الدائم من انكشاف أمره". وبيّنت أن انكشاف أمره قد يُعرضه للقتل أو في أفضل الأحوال للانعزال من المجتمع.
وتساءلت هند: "لماذا تفضل المجتمعات العربية التضييق على المثليين وتتسبب بتعاستهم وتعاسة آخرين ارتبطوا بهم؟ لماذا لا يتركونهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي ويقبلونهم كجزء أساسي من المجتمع؟".
وشددت على أن المثلية الجنسية "موجودة في الإنسان والحيوان وحتى النبات، وهي ليست مرضًا يحتاج للعلاج وليست نزوة مؤقتة، وبالتأكيد ليست جريمة، وهي حق من حقوق الإنسان، علينا احترامه حتى لو كان مخالفاً لاقتناعات البعض الدينية".
من هي هند الإرياني؟
كاتبة وناشطة يمنية، حاصلة على بكالوريوس علوم الكمبيوتر من صنعاء وماجستير بإدارة أعمال من بيروت.
عُرفت هند بحملاتها التي انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي وكان أبرزها حملاتها ضد القات التي استمرت لثلاثة سنوات وكانت نتيجتها نص دستوري عن إستراتيجية تحل مشكلة القات تدريجيًا في مسودة الدستور اليمني الناتجة عن مؤتمر الحوار الوطني اليمني، والتي لم يستكمل التصويت عليها بسبب الانقلاب في 21 ديسمبر 2013 و استيلاء الحوثيين على السلطة.
كما قادت هند على موقع "تويتر" حملة الكترونية تحت وسم "ShameOnReuters" بعد أن كشفت تضارب مصالح المراسل الخاص بوكالة رويترز والذي كان يعمل كمترجم خاص بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، وظهرت هند الإرياني في قناة فرانس24 مما جعل وكالة رويترز ترد ولكنها قالت أنها لن تستغني عن مراسلها، فقامت هند ومجموعة من النشطاء من دول مختلفة بتكثيف الحملة إلى أن تم إعفاء مراسل رويترز آنذاك محمد صدام.