كتب- الدكتور احمد الوكيل - بادئ ذي بدء أتقدم بخالص التهنئة و التبريكات والتهاني ، من قراء ومتابعي وكالة زاد الاردن الإخبارية ، على امتداد ساحة الحوار والنقاش الوطني الهادف والبناء ، بمناسبة حلول العام الجديد ، والذي يحل للأسف الشديد (كما العادة يا شحادة) ككل عام ، كضيف شرف على حياة الإنسان العربي، عكس بقية الامم والشعوب المتقدمة حيث يشعرون بالتقدم الحضاري والرفاهية مع إطلالة كل عام جديد.
محاولا الانغماس في هموم ومعاناة الناس ، كما هو دأبي منذ تأسيسها، ولتقريب الفكرة فإنني اخترت العنوان أعلاه، لعبارة الأستاذ سعيد النورسي رحمه الله، أحد اعلام الفلسفة والمنطق بالعالم الإسلامي، حيث التبس الامر على الكثيرين في فهم هذه القاعدة السديدة ، والتي كانت بمثابة صمام امان فكري له ولجماعته ، في تلك الظروف الصعبة التي عاشتها تركيا ما بين (1926-1950) ، حيث لم يسمح لطالب النور في هذه الفترة العصيبة بقراءة الجريدة اليومية البتة .
وهي نفس الفترة التي التي واكبت نشؤ المملكة الأردنية الهاشمية تقريبا على أنقاض تركيا الطورانية ، فعندما جاء عام 1950 كانت جماعة النور التي أسسها النورسي قد قويت واشتد عودها ، وظهرت حكمة هذا الرجل الذكي والصالح في ذلك الامر ، بعد كشف النقاب لاحقاً بان اجهزة الثقافة والإعلام بتركيا أتاتورك العلمانية، كانت تدار بأيدي عملاء اليهود والدونمه والماسونية.
الا اننا نرى فيما بعد 1950 ان الاستاذ النورسي ، وهو بالمناسبة لا يجيد القراءة والكتابة بمستوى كبير، مع أجواء الانفراج السياسي النسبي بتركيا العلمانية، كان يتتبع بنفسه الأخبار السياسية يوميا، ويخصص احد تلاميذه لقراءة الجرائد اليومية له ، وحث جماعته للاقتراع لصالح الحزب المعارض- الديمقراطي حينئذ- بل شارك بنفسه في الاقتراع سنة 1957 .
وهنا تحرص وكالة زاد الاردن الإخبارية ، على تقديم رسالة اعلامية تخدم المشروع الاردني الهاشمي، في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلدنا الحبيب، ونحن نتابع السيطرة المطلقة لوجهات نظر بالاعلام القادم من خلف البحار ، تنحاز للإعلام الصهيوني في معادته الصاخبة للاردن ومليكه المفدى للأسف الشديد ايضا .
نحن نتابع ونرصد ونحلل حالة الطوارئ غير المعلنة ، التي تعيشها الدبلوماسية الأردنية الهاشمية في موازاة صفقة القرن، ونتابع جهود الحكومة ممثلة بوزارة الخارجية والأوقاف، لوقف العنف الصهيوني في ساحات المسجد الأقصى المبارك، ونشاهد حوار اعلامي غوغائي يصيب المشروع الامني الوطني الأردني في الصميم ونحتاج لفلترة فكرية وسياسية وجدانية في قلب كل مواطن اردني لوسائل الإعلام الجديد الماسوني الصهيوني المارق ولنا في حكمة الأستاذ النورسي اسوة حسنة حينما قال عبارته الشهيرة:- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم و السياسة.
وكل عام والأردن ملكا وجيشا وشعباً بالف خير بمناسبة حلول العام الجديد وليس لها دون الله كاشفة.