اثار اهتمامي تعليق احد المحللين السياسين على احدى قنواتنا الاخبارية وهو يصرح بقوة ؛ ما يحدث في اسرائيل الان " انتخابات متكررة في سنة واحده " هو دليل على انها كدولة شارفت على الانتهاء ، وهنا علينا العودة لاكثر من ستين عاما وربما قبل ذلك .
في البداية كان عندهم تكتلات حزبية تمثل توجهات مختلفة نتيجة لاختلاف البلاد التي جاؤوا منها ، وكان ولا يزال لديهم تبادل للسلطة السياسية ، وهي تخدم بقاء دولتهم رغم الخلافات على كيفية ادارة هذه الدولة ، وكان لديهم ولايزال صحافة حره تراقب وتكشف الخلل في ادارة هذه الدولة ، وكان ولا يزال لديهم صناعة تفوق في ايراداتها مجموع عدة دول عربية ، وكان ولا يزال لديهم عقلية السياسي وفلسفة السياسة التي تنص على ان السياسة هي فن الممكن ، وكان ولا يزال لديهم محامون ومحاسبين وأطباء، وحديثا شركات ناشئة تدير استثمارات بمليارات الدولارات .
ونحن كان لدينا حلم دولة على شكل قبيلة ولا يزال لدينا هذا الحلم ، وكان لدينا ولا يزال حكومات رعوية ، وكان ولا يزال لدينا عشرات الاحزاب السياسية التي تتفق على المنصب ، وكان ولا يزال لدينا سياسين يموتون ويتم اعادتهم الى الحياة من باب الولاء للقبيلة والزعيم ، وكان لدينا ولا يزال صحافة واعلام تعتبر نفسها مؤسسات وطنية رعوية ، وتقوم بمراقبة الشعب وتتغنى بالحكومات .
فقط المطلوب اليوم ان نكون صريحين مع انفسنا ونعترف بأننا نملك من عمر الدولة فقط ثلاثة اجيال ، أي نحن دول تحبو الى الأن ، علينا التوقف عن تلك الخزعبلات السياسية والحلم بأننا قادرون على قيادة التاريخ ؛ ونحن لا نقدر على قيادة حاضرنا .