خلال الاسبوع الماضي اغدقت الكثير من الدول والمنظمات الدولية على بلدنا بمنح وقروض ، واعلنت الحكومة بأن طرحها لسندات حكومية قد تم تغطيته بنسبة 110% ، وتلك المنح جاءت لتغطية مصاريف خدمات بنية تحتية وتعليم وعلاج .
السؤال هنا ؛ أين تذهب الايرادات الضخمة التي حققتها كل من دائرة الضريبة والجمارك والسياحة وبقية دوائر الجباية الحكومية ؟، وكي نخرج من متاهة الارقام تلك لابد وان نكون صريحين مع انفسنا .
والصراحة راحة للبال والضمير ، وهذا مثل قديم تعلمناه منذ ان كنا اطفال ، والصراحة تجعل الاخرين في متاهة عويصة امامك ، ورغم محاولات الحكومة بان تكون صريحة معنا ؛ الا ان مصداقيتها تفقدها بسرعة خروج احد وزرائها وهو يتغنى بقوته في السيطرة على هدر المال العام من قبل وزارته .
ومع كل هذه التصريحات عن القروض والمنح والسندات ؛ نجد ان وزير الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة أخذته رحلاته الخاصة لأصحابه في موسكو ، واعجابه بخمس سنوات قضاها سفيرا بأنقره ؛ بعيدا عن مهمته ناطق بأسم الحكومة ، واوكل المهمة لكل وزير يتغنى بمواله كما يشاء ، والمواطن وقع في مصيدة ارقام المنح والقروض ، ومصيدة انخفاض الدين العام نتيجة تغير اسعار العملات ، وهي مبالغ يجدها المواطن ضخمة بالنسبة لحجم فقره ، ولكنها في الحقيقة هي نقطة في بحر ديننا العام ...مسكين المواطن يغرق في كوب ماء .