مع نهاية كل عام من ذكرى الميلاد المجيد, لرسول الله تعالى عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ,يكثر فيه المتنبئون عن مستقبل ما يأت به العام القادم ,يقابله تفاعل كثير وشغف واضح من خلال تفاعل الناس مع القنوات التي تبث هذه البرامج ,والتي اصبحت عرفا في سهرات كل راس سنة جديدة ...............
الطبيعة الفطرية للانسان مبنية على حب معرفة المستقبل,الذي فيه التفائل ,الذي يحث الانسان على الاستمرار وعدم الاحباط ,لهذا يرسم الانسان مستقبله بناء على توقعات يسعى لتحقيقها ,وهذه مرهونة بمدى قوة حضور النية ,كونها الدافع القوي لتحقيق الامنيات (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) وهذه من الممكن ان تكون للمجتمعات كما هي للافراد وذلك عندما تكون المجتمعات على قلب واحد ............
النبوءات جزء من 46 جزء من رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ,وتمثل ستة اشهر ,التي تمثل مدة النبوة من مجمل مدة الرسالة التي دامت 23 عام ,الا ان مبشرات النبوة باقية من خلال الرئى الصادقة في المنام ,رئى خاصة وعامة, مبشرات تمنع القنوط من رحمة الله تعالى,من خلال تصحيح المنهج,او الحث على الصبر ,تكشف المستقبل ,فاليسر في كل الاحوال دائما ما يكون من رحم العسر ,فعسر الحاجة كانت دائما تيسر طريق قضائها (الحاجة ام الاختراع ) .............
نبوات الرئى اعطيت الاهتمام الواضح من خلال الرسول صلى الله عليه وسلم ,فقد كان يسال اصحابه عن رئى رأوها ,ومن قبله رسل وانبياء اختصوا في تفسيرها , من قبل نبي الله يوسف ,كما اهتم الكثير من علماء الامة في تفسير الرئى كل ذلك لاهميتها ,........
اخبار كثيرة في كتاب الله تعالى لرسله وفي السنة الشريفة ,تحاكي المستقبل للانسان ,يؤمن بها ويطمئن لها المؤمن الذي لا يقنط من رحمة الله تعالى ,وتقربة من درجة الصبر في الايمان ,والطاعة لارادة الله تعالى ,فكل ما نشاهدة من منغصات الشعور ,من قبل الكيان الغاصب ,او من خلال العداء الهمجي الممنهج على منتسبي الاسلام , فيها اخبارا يعرف المؤمن علامات نهاية هذا الظلم ,كما يعلم عودة الخلافة من بعد الحكم القهري,وعلامات الساعة التي تحاكي مستقبل الانسان وتزيد المؤمن ايمانا ..............
في اخر الزمن تكثر المبشرات ,فهذا الزمن كانما يمثل واقع الامة عند غزوة الاحزاب ومبشراتها ,التي كانت بحاجة للتذكير بارادة الله ,وامتحانه للمؤمن حسب طاقتة ........
لقد وضع الله تعالى ,قوانين وسنن ,تحاكي تحقيق السعادة بالرضى والقناعة وشكر النعم ,تحاكي جلب الرزق وبركته في البنين والاموال,واحياء الزرع بالاستغفار والتوبة ,وزواله من الحرام والربى ,لقد سن الله الاطمئنان اليه بالتوكل عليه , وجعل من التقوى نجاة ومخرج من كل ضيق وهم والرزق من حيث لا يحتسب ,حتى في الامور الدنوية سن رسول الله تعالى الاستخارة ,وفرض الله تعالى الدعاء لحب الاستجابة لعبادة ,فالمؤمن يدرك ان العسر مبشرا لقدوم البسر,قوانين وسنن تحاكي المستقبل فالله تعالى وحده يملك المستقبل بارادة علمه ,لهذا تجد في كتاب الله تعالى والسنة الشريفة اخبار عن اهل النار وحوارهم ,وتمنيهم انهم كانوا ترابا ..............
واخيرا لنقول ( كذب المنجمون ولو صدقوا)..........
د. زيد سعد ابو جسار