الامطار تقلق المواطنين لتوقف مصادر المياه وتعطل التوزيع

الامطار تقلق المواطنين لتوقف مصادر المياه وتعطل التوزيع

زاد الاردن الاخباري -

لم يعد سقوط الامطار خبرا مفرحا لسكان عمان، بل بات أمرا مقلقا، لجهة انقطاع المياه في فصل الشتاء، وفق برنامج توزيع المياه الاسبوعي، حيث التزود لا يتجاوز لبعض المناطق 36 ساعة اسبوعيا، يتوجب على المواطنين تخزين ما أمكن من المياه لتكفيهم حتى الاسبوع المقبل.
ومنذ نهاية تشرين ثاني الماضي، تعرض نظام التزويد المائي في العاصمة، لاهتزاز واضح، بفعل توقف مشروع الديسي للصيانة الوقائية والمبرمج والمعلن مسبقا، عنه توقف عدة مصادر مائية تغذي ما يقارب النصف مليون مشترك بفعل هطول الامطار.
غير ان هذا التوقف لم تظهر آثاره بشكل واضح، في ذات الفترة الزمنية من حيث شكاوى المواطنين، بل تجاوز تلك الفترة حتى بداية الاسبوع الجاري، بعد ان أحدث توقف محطتي الزارة -ماعين وزي وعدد من الابار الداخلية، بفعل هطول الامطار، شبه أزمة مائية في العاصمة تراكمت أثارها على مناطق لم تتزود بالمياه منذ نحو أسبوعين في ذات يوم توزيع المياه.
يقول مساعد امين عام وزارة المياه والري الناطق الاعلامي عمر سلامة» ان المياه تلتزم التزاما صارما، بايصال مياه مطابقة للمواصفة الاردنية لمياه الشرب، وانه بخلاف ذلك يتم ايقاف المصدر المائي اذا ما حدث اية عكورة او اختلال بمواصفة المياه فيه».
ويشرح» ان ايقاف المصدر بسبب «العكورة»،هو نتيجة جريان المياه اثناء الهطول المطري في الاودية، وتقوم المياه بجرف مواد طينية ومواد ملوثة اخرى، مما يجعل نوعية المياه تتغير وتصبح غير صالحة، اما بالاتربة او الملوثات الاخرى، ولا يمكن معالجتها بواسطة محطات المعالجة، بل تحتاج الى عملية ركود ووقت، لتتمكن محطات المعالجة من استقبالها ومعالجتها واعادة ضخها للمواطنين، ولو تم ضخها لتعطلت الفلاتر والمضخات في محطات الضخ وتوقفها لفترات طويلة».
ويلفت» الى أن لا خيارات لدى قطاع المياه، لتحويل التزويد المائي للمواطنين الى مصادر اخرى، ما يضطر الوزارة الى توقيف الضخ من المصدر حرصا على سلامة وصحة المواطنين ».
ويشرح» مصادرنا المائية في المملكة محدودة، والبالغة في مجملها نحو(1250) مليون م3 سنويا،والتي تتشكل من مصادر تقليدية مثل المياه السطحية المحلية، التي تشكل نحو (300) مليون م3 وأبار جوفية نحو ( 620) مليون متر مكعب، والمياه السطحية الاقليمية مثل مياه نهر اليرموك والمياه المخزنة في سد الوحدة وحصة الاردن من بحيرة طبريا وناقل قناة الملك عبد الله نحو(120) مليون م3 سنويا اضافة الى مياه الينابيع».
وتكافح الوزارة لتوفير مصادر مياه اضافية ولكن الضغوطات المتتالية والمستمرة وازدياد التحديات تفاقم من المشكلة باستمرار مع ازدياد اعداد المستخدمين للمياه وبالتالي ازدياد الطلب مع موجات اللجوء وارتفاع اعداد الزوار للمملكة نتيجة الاحداث في الجوار.
ويقول سلامة عن ايقاف مصادر المياه بعد الهطولات المطرية «ان ايقاف المصادر المائية هو امر لا تهاون فيه، وليست وزارة المياه والري وحدها صاحبة الصلاحية في السماح او ايقاف الضخ من اي مصدر، بل هناك جهات رسمية مثل وزارة الصحة بالشراكة مع الجمعية العلمية الملكية لضمان نوعية مياه الشرب والتأكد من مطابقة مصادر المياه لاعلى المعايير».