زاد الاردن الاخباري -
لارا أحمد - مع تسارع المباحثات حول الانتخابات الفلسطينية المزمع انعقادها خلال الفترة القادمة، عاد الحديث مجدداً عن الخلاف بين حركتي فتح وحماس وإمكانية تحقيق معادلة سياسية تضمن الصلح بين الفصيلين المقاومين وتنهي سنوات من الفرقة والشتات لشعب في أمسّ الحاجة للتوحد خلف قيادة واحدة.
نسلط الضوء في هذا المقال على آخر تطورات العلاقة بين الإخوة الأعداء فتح وحماس وانعكاسات ذلك على الشعب الفلسطيني.
لا يخفى على أي من المتتبعين لشؤون القضية الفلسطينية العالقة منذ سنوات طويلة، أن الخلاف بين حركتي فتح وحماس قديم وغير حادث لاسيما وأن الفصيلين السياسيين لا يشتركان أيدولوجياً في أي نقطة تقريباً، لكن التحول الصادم في علاقة القيادة المتمركزة في رام الله بقادة حماس كان إثر سيطرة قوات حماس على قطاع غزة صيف 2007 وطردها لقوات فتح من القطاع.
حالة التشرذم السياسي التي فرضته هذه الحادثة جعلت الشعب الفلسطيني ينقسم بين سلطتين، سلطة رام الله التابعة لفتح وسلطة غزة التابعة لحماس، ليتحول الشعب الفلسطيني بواقع الجغرافيا والظروف الاقتصادية إلى شعبين لا يشتركان إلا في المُسمّى.
تجدر الإشارة إلى أن علاقة حماس بفتح تمر من فترة إلى أخرى بانتعاشة بفضل الوساطات العربية، إلا أن الأيام القليلة كانت متوترة جداً إذ ارتفعت وتيرة التراشق الإعلامي بين الحركتين ما يُعطي مؤشراً واضحاً بعدم إمكانية تحقيق أي مصالحة خلال الفترة المقبلة على الأقل، ففي ظل تمسك كل طرف بمواقفه وشروطه، يغدو مجرد التفكير في ساحة سياسية فلسطينية متوحدة ضرباً من ضروب الجنون.
نقلاً عن أحد قادتها، ترى فتح أن محاولات حماس المتكررة لزعزعة الاستقرار الداخلي للحركة يفرض على قيادات فتح التوحد أكثر والاصطفاف خلف القائد أبو مازن سواء اُقيمت الانتخابات أو أُجلت، إذ تسعى حماس لضرب خصومها السياسيين حتى تشغل الرأي العام عن فشلها الذريع في إدارة القطاع الذي يعاني سكانه الأمرين.