كتب الدكتور أحمد الوكيل - ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس، ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. (سورة الروم)، إلى رئيس الحكومة باعتباره المسؤول الأول... إلى نقابة المعلمين باعتبارهم قادة الفكر وموجهي الجماهير.. أوجه هذه الكلمات، أداء للامانه وقياما بالواجب الإعلامي.
النظرات ما وصلت إليه الحال في وطننا العزيز، الشامخ على طرفي نهر الأردن المقدس، من فساد تغلغل في كل المرافق وشمل كل مظاهر الحياة، مطالبنا الوطنية لم نصل فيها إلى شيء، وروح الشعب المعنوية محطمة أشد تحطيم بسبب هذا الركود، والشقاق والخلاف الذي يملأ نفوس القادة والزعماء والمواطنين حاكمين ومحكومين على حد سواء، فالجهاز الإداري افسدته المصالح الشخصية، والغايات الحزبية، وسوء التصرفات وضعف الأخلاق، والمركزية القاتلة والاجراءات المعقدة، والهرب من تحمل التبعات.
والقانون قد ضعف سلطانه على النفوس والأوضاع لكثرة ما اقتحم عليه من تحايل واستثنائات. وشدة الغلاء، وكثرة المتعطلين لقلة الأعمال، وانخفاض مستوى المعيشة، مع نضوب معين الرحمة من القلوب، وكل ذلك اخذ يتحول إلى حال من السخط تتمثل في كثرة الإضرابات، وتتجلى في كثير من المظاهر والعبارات..
وكذا فساد الأخلاق نتيجة الفقر والحاجة والفاقة، فانتشرت مظاهر الانحلال الخلقي في كل مكان... والأفكار مبلبلة، والنفوس قلقة لا تكاد تستقر على حال. وكل هذه المعاني تزداد بمرور الايام، وتتضاعف ساعة بعد ساعة، وتنذر ببلاء محيط وشر مستطير، أن لم يتداركها العقلاء قبل فوات الأوان...
هذه صورة الحال في وطني اليوم، فأقول للجميع أن من واجبنا جميعاً وفي يدنا شعلة النور وقارورة الدواء، أن نتقدم لنصلح أنفسنا، فنكون حكومة ونقابة قد بلغنا الرسالة، وادينا الأمانة، واردنا الخير للناس معلمين وطلبة وأولياء الأمور، فالزمن يترقب الإصلاح المنشود والعالم يترقب خطوة الأردن القادمة فهل من مجيب.