لم اجالسه يوما او كما يقال ؛ لم يأتي لساني على لسانه منذ ان سمعة به ، هذه هي 25 عاما مضت من عمري وعمره معا ، والحكاية هنا وبكل بساطة بنيت على مشهدين الأول كان عام 1994 الساعة السابعة والنصف صباحا في منطقة الدوار الثاني في كراج الشركة الأردنية الفرنسية للتأمين ، جلست في مركبتي انتظر قدوم موظفي الشركة لبدء مراجعتي لهم ، ونزل من مركبته ودخل بوابة الشركة بكامل قيافته وهدوءه ورزانة مظهره ، وعند بدء دوام الموظفين سألت أحدهم عنه اجابني بانه المدير العام للشركة .
وبعد خمس وعشرون في عام 2019 وامام مبنى الشركة في منطقة الشميساني وعند الساعة السابعة والنصف صباحا ، وكنت انتظر بدء دوام موظفي الشركة ؛ ترجل من مركبته ودخل بوابة الشركة ، هو شيخ التأمين وائل زعرب ، وعادت بي الذكريات لخمس وعشرون عاما مضت عندما اخذت عهدا على نفسي ان ابدء يومي كما يبداءه شيخ التأمين مبكرا ، ومنذ ذلك التاريخ وانا كلما اغادر منزلي لبدء يوم عملي انظر الى ساعتي واقول لنفسي ربما سبقني شيخ التأمين هذا اليوم ، وعلي أن اعجل في خروجي من المنزل الى العمل .
ويوم الاربعاء الماضي 18/9/2019 وربما للمرة الاكثر من عدد ايام الخمس وعشرون عاما سبقني شيخ التأمين ؛ ولكن ليس الى عمله بل الى لقاء وجه ربه ، وانا الأن انتظر هذا اللقاء ..الرب اعطى والرب اخذ وداعا استاذي الذي علمني ان ابدء يومي مبكرا .... شيخ التامين .