أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ارتفاع على درجات الحرارة في الأردن الثلاثاء العلَم الأردني في يومه .. سيرة وطن خالدة وقصة حضارة عظيمة الجيش الأردني : طلعات لمنع أي اختراق جوي لسماء المملكة منظمة حقوقية: الاحتلال يحتجز 3 آلاف فلسطيني من غزة فيصل القاسم مستغرباً: لماذا النباح ضد الأردن إذاً؟ لابيد: كل ما تبقى دولة من الخراب الحوارات: الرد الأردني على صواريخ ايران لم يكن تواطؤ لمصلحة "إسرائيل" وانما دفاع عن مواطنيها اكتشاف مقبرة لفلسطينيين في باحة مجمع الشفاء في قطاع غزة جراحة خيالية لاستئصال ورم دماغي لعشريني دون تخدير في حمزة هجوم وشيك .. هل تتجه إسرائيل لضرب إيران في الساعات المقبلة مقتل شاب طعنا شرق عمّان لماذا أبلغت طهران دولا بالمنطقة قبل الهجوم على إسرائيل؟ محللون إيرانيون يجيبون الرئيس العراقي يلتقي الجالية العراقية في الأردن رئيس مجلس الشورى السعودي في الأردن ويعقد مباحثات مع رئيس مجلس النواب الثلاثاء توقيف أحد المدراء في بلدية الزرقاء بتهمة 'استثمار الوظيفة' هيئة البث الإسرائيلية: استعداد للرد على الهجوم الإيراني قريبا مفتي عُمان: الرّد الإيراني على الاحتلال جريء ويسر الخاطر حقا الخصاونة يؤكد المكانة الخاصة للعراق في وجدان جلالة الملك والشعب الأردني الأورومتوسطي: إسرائيل تمنع عودة المُهجرين إلى بيوتهم بالقتل والتهديد رصد تمساح مفترس في الأردن (فيديو)
الصفحة الرئيسية من هنا و هناك ”أم سماح“ .. قصة أسرة مشردة من واقع ظاهرة...

”أم سماح“.. قصة أسرة مشردة من واقع ظاهرة ”التسول“ في مصر (صور)

”أم سماح“ .. قصة أسرة مشردة من واقع ظاهرة ”التسول“ في مصر (صور)

19-09-2019 02:15 AM

زاد الاردن الاخباري -

عانت الشوارع المصرية، خلال الآونة الأخيرة، ظهورَ العديدِ من المتشردين ومدعي التسول، حيث يستغل الكثير من المواطنين هذا المسمى وتلك الملابس المهلهة، والكلمات التي تثير العاطفة، من أجل الحصول على الأموال بسهولة من المارة في الطرقات؛ ما انتشر بصورة واسعة بشتى الميادين والمواقف المصرية، حتى أصبح مثيرًا للجدل بشكل واسع للغاية.

تتبعت ”إرم نيوز“ لعدة أيام، خطوات أسرة اتخذت من التشرد وظيفة تجني من خلالها قوت يومها وأطفالها.

الأم تقطعت بها السبل فلجأت إلى التسول

في الهزيع الأخير من الليل، وفي أحد شوارع القاهرة الراقية، الهدوء يعم أرجاء المكان إلا من بعض السيارات، تجد سيدة مسنة، اتخذت من شجرتين متقاربتين منزلًا لها، تسند ظهرها إلى إحداهما وتعلق كل ما تملك في أكياس على أحد أغصان الشجرة الثانية، محتمية بسور دار الأوبرا المصرية من حرارة الشمس الحارقة نهارًا والبرد ليلاً.

”أم سماح“ يتراوح عمرها ما بين الخمسين والستين، مصابة بمرض السكري، ملامحها لا تدل على التشرد، ولكن ضيق الحال والظروف المؤلمة التي مرت بها، وعجزها عن قدرتها على الاستمرار بدفع إيجار المنزل، دفعتها إلى الرحيل من مسقط رأسها بـ“أبو النمرس“ محافظة الجيزة، برفقة أحفادها وابنتيها إلى شارع التحرير لتجني قوت يومها.

تقول أم سماح: ”تزوجت منذ 45 عامًا من ابن عمي، وأنجبت ابنتين وعملت أنا ووالدهما على تربيتهما حتى زوجناهما، ولكن لم يرزقني الله بأولاد صبيان، واستمرت الحياة بعد زواجهما على ما يرام لسنوات، ولكن توقفت فجأة برحيل زوجي الذي كان يرعاني“.

وظنت السيدة المسنة أن ابنتيها ستكونان عونًا لها بعد وفاة زوجها، وعلى الفور لجأت إليهما لتكمل حياتها برفقتهما بعد رحيل زوجها متأثرًا بالمرض، ولكن الحياة قست عليهما أيضًا، إحداهما زوجها قُبض عليه، والآخر توفى.

وأضافت: ”بعد موت زوجي ذهبت لأعيش عند واحدة من ابنتي، البنت الكبيرة زوجها اتقبض عليه ومعاها أطفال، والصغيرة زوجها مات ولديها مشاكل عقلية ومشاكل في النطق، وقالت مش هقدر أصرف عليكي“، فتحولت الأم والابنتان في النهاية إلى التسول، لتنقلب حياة ”أم سماح“ من ربة منزل تعيش بكرامتها وتعول أسرتها، إلى مشردة وبناتها يكسوهن الذل والفاقة.

الابنة سماح تلجأ مع أطفالها إلى الشارع

الساعة تقترب من الثانية بعد منتصف الليل، بينما تمر في أرقى شوارع العاصمة المصرية القاهرة (شارع التحرير) يلفت انتباهك الأطفال الصغار النائمون على حافة الرصيف برفقة والدتهم، لا فراش ليناموا عليه، ولا غطاء يسترهم، وعلى الفور بعدما ترى عينيك هذه اللقطات تهيج مشاعرك وتخرج ما في جيبك بقصد إعانتهم على نوائب الدهر.

على بعد أمتار من والدتها تجلس الابنة ”سماح“ (البالغة 40 عامًا)، على أحد الجسور، تسند ظهرها إلى القائم الحديدي، وترتدي جلبابًا أسود داكن اللون، وعلى وجهها إمارات الحزن، وبجوارها 3 أطفال نائمون تتراوح أعمارهم ما بين العاشرة والخامسة عشرة.

”سماح“ تجلس على الجسر يوميًّا، من الساعة السادسة مساءً حتى طلوع الشمس، يقتصر رزقها على استعطاف المارة بكلمات مؤثرة، وبسؤالها عن سبب ذلك، قالت: ”حاولت أن أبيع الشاي.. الحكومة أخذت العدة، حاولت اشتغل في أي حاجة هنا على الطريق منعوني، ولكن لما بقعد ومش ببيع حاجة محدش بيعمل لي حاجة“.

حسب ”سماح“ التي روت قصتها لـ“إرم نيوز“ ضيق الحال هو من دفعها للتسول في أحد الشوارع الراقية، بصحبة أولادها، وشقيقتها الصغيرة، وأمهما، كي يتمكنوا من جني قوت يومهم.

تقول سماح إن ”ابنتها الكبرى في الصف السادس الابتدائي، والصغرى لم تتمكن من دخول المدرسة حتى الآن، وإثر خلاف بينها وبين زوجها قبل سنوات وقع الطلاق، حيث رفض زوجها دفع نفقة أطفالهما؛ ما دفعها للزواج من شخص آخر، أنجبت منه طفلة صغيرة، وتم إلقاء القبض عليه بتهمة الاتجار وتعاطي المواد المخدرة؛ ما جعلها تلجأ إلى التسول حتى تستطيع العناية بأطفالها.

وأضافت السيدة الأربعينية، أن عائلة زوجها الثاني ثرية، ولكنهم لم يراعوا الأطفال الصغار في غياب والدهم، رغم أنهم يمرون يوميًا بسياراتهم من الجسر الذي تتسول عليه ويرون أطفال شقيقهم يفترشون الأرض، إلا أنهم لم يقدموا المساعدة لهم ولو لمرة، وحين طلبت منهم المساعدة رفضوا.

وتابعت أنها لم تجد حلًّا سوى الجلوس في الشوارع مع أطفالها للتسول، مبينة أن شقيقتها التي تعاني مشاكل عقلية، تتسول أيضًا هنا وهناك في محاولة لجني قوت يومها.

وعلق علاء عبدالعاطي، معاون وزارة التضامن الاجتماعي، على انتشار ظاهرة التسول بأن هناك الكثير من العائلات يستغلون هذا الأمر في تحقيق الكسب غير المشروع، وهؤلاء يتم التعامل معهم من خلال التعرف على أحوالهم وتحديد حالاتهم الاجتماعية.

وأضاف ”عبد العاطي“، في تصريح لـ“إم نيوز“ أن وزارة التضامن الاجتماعي، بادرت من خلال حملة ”حياة كريمة“ – التي أطلقتها الدولة – لإنقاذ المشردين والأطفال من الشوارع، على إعادة تأهيلهم مرة أخرى للمشاركة في المجتمع، بالإضافة إلى توفير المأوى لهم، وذلك في إسكانهم في دور الرعاية التي يصل عددها إلى 11 دارًا مخصصة للمشردين وكبار السن الذين بلا مأوى.

ومن جانبه، علق الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم النفس والاجتماع، على ظاهرة التسول، بأن هذا الأمر يستند إلى أمرين، الأول وهو الفقر الذي دفع هذه الأسر إلى اللجوء للشوارع، ومحاولة سرقة الناس عن طريق التسول والتحايل عليهم، والأمر الثاني هو جنونهم بالأموال والسعى وراء تحقيقها، دون التفكير في طريقة الوصول إليها، حيث يتسولون في الشوارع وعلى النواصي، وينظمون أنفسهم تمامًا في أماكن معينة يختارونها بعناية، ومن ثم يتقابلون في النهاية لتقاسم تلك الأموال التي يحصلون عليها.

وأكد ”فرويز“ أن هناك أشخاصًا كبارًا في السن مشردين في الشوارع، ولا يجدون مأوى، وهؤلاء يتوجب على الشباب مساعدتهم، أما تلك الأسر التي تستغل الأطفال الصغار في استعطاف الناس، فإن غالبيتهم ليسوا مشردين، بل يأتون إلى المدينة من الضواحي طمعًا بمزيد من المال“.

 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع