أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الملك وأمير الكويت يترأسان جلسة مباحثات رسمية في قصر بسمان الأردن الـ 99 عالميا على مؤشر الرفاهية العالمي وزيرة النقل: نطمح في تنفيذ مشاريع لتعزيز مفهوم النقل الأخضر في الموانئ والمطارات لبنان: شهيدتان و4 جرحى بغارة إسرائيلية بالصور .. حادث سير على مدخل نفق خلدا أبو عبيدة: العدو عالق في رمال غزة ولن يحصد إلا الخزي والهزيمة سيناتور اميركي: طفح الكيل أونروا: أكثر من مليون شخص فقدوا منازلهم بغزة وزيرة التنمية تشارك في اجتماع حول السياسة الوطنية لرعاية الطفل العالمية للأرصاد الجوية: آسيا أكثر المناطق تضررا من الكوارث المناخية العام الماضي الأردن: لا نستطيع تقديم خدمات توقفت منظمات عن تقديمها للاجئين السوريين البنك المركزي يعمم بشأن عطلة البنوك في يوم العمال الملك وولي العهد يستقبلان أمير الكويت بزيارة تستمر يومين إسرائيل تأمر بعمليات إخلاء جديدة بشمال غزة نظام معدل لمشاريع استغلال البترول والصخر الزيتي الجمارك: لا رسوم جديدة على مغادري الاردن تقارير ترجح: جيش الاحتلال سيشهد سلسلة استقالات جديدة أعيان يلتقون صيادلة من أبناء الأردنيات الصفدي : التحقيق المستقل في الأونروا يفند تماما اتهامات إسرائيل الخاطئة ويؤكد حياد الوكالة أردوغان: نتنياهو هتلر العصر
وأد الحكومة كان مبكرا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة وأد الحكومة كان مبكرا

وأد الحكومة كان مبكرا

13-09-2019 06:02 PM



ماهر أبو طير


لن أتحدث عن شخص رئيس الوزراء، هذا اليوم، لكنني سوف أتحدث عن وزراء في حكومته، ونحن نرى الكلفة الكبيرة، لطريقة اختيار الوزراء، وهي كلفة تتكرر في كل حكومة تأتي إلى الأردن، وليست جديدة، لكنها هذه المرة تستحق ان تخضع للتحليل. الوزراء في الحكومة الحالية، ثلاثة أنواع، دون ان نسمي أسماء الوزراء، النوع الأول، هو النوع المختبئ، وهو يتوارى منذ تكليف الوزراء بمواقعهم، ويفضل أصحاب هذا النوع الابتعاد عن الظهور وعن المماحكات البرلمانية أو عن الاعلام، والعمل بعيدا عن الضجيج، ليس لاعتبارات مهنية محضة، ولكن تحوطا وحذرا، وهؤلاء يتسببون بضعف الحكومة، كونهم يحمون انفسهم شخصيا، وعلاقتهم بالحكومة فقط عبر اجتماعات مجلس الوزراء، ويعودون بعد ذلك إلى بيوتهم أو مكاتبهم، ولا يقدمون أي إضافة إيجابية، لكنهم لا يتسببون بأزمات علنية للحكومة، جراء الاختباء والحذر والتواري لاعتبارات شخصية. النوع الثاني الوزراء الذين أداروا أزمات كبرى، وظهروا امام الرأي العام، بسبب أزمات مختلفة، في قضايا متعددة، ويشمل هذا الصنف عدة وزراء، أغلبهم زاد من حدة الأزمات، واستدرج كل الحكومة خلفه إلى الزاوية الحرجة التي يجلس بها، بسبب سوء الإدارة، وهذا النوع من الوزراء تسبب بكلفة عالية على الرئيس ذاته، وعلى حكومته، وكان ممكنا ان يديروا كثيرا من الازمات أو الملفات بطريقة مختلفة، لكنهم اختاروا الشكل التقليدي واخضعوا كل الحكومة لطريقتهم، كون الملفات التي أديرت كانت غير محصورة بمساحة محدودة بل تحت اعين الناس جميعا، وهؤلاء وان كانت قراراتهم وإدارتهم تجري عبر قنوات تنسيق مع الحكومة ذاتها، وداخل مجلس الوزراء، الا انهم تمكنوا من صبغ كل الحكومة بلونهم من حيث الشكل الذي يتبنونه في إدارة الملفات، أو اتخاذ هذه القرارات. النوع الثالث وهو الأسوأ في حكومة الرزاز، يعيش على صناعة السمعة، أو صناعة الصورة، فلا هو تسبب بأزمات، ولا هو توارى، ولا هو قدم شيئا ملموسا، بل كرس كل موقعه وإمكانات وزارته من اجل صناعة سمعته المهنية، أو الوزارية، أو الشخصية، وكان واضحا ان هذا الصنف يضم أيضا عدة أنواع من الوزراء، الذين يبحثون عن سمعة حسنة، أو شعبية، أو شهادات في مناخات تتسم أصلا بالتوتر جراء وزراء الازمات، أو تتصف بالضعف جراء وزراء التواري، الذين كان يهمهم النجاة بأنفسهم فقط. إذا اردنا ان نتحدث بصراحة، فهذا يعني ان موسيقيات الحكومة الحالية، لا تعمل معا، والسبب في ذلك يعود في الأساس إلى اختيار الوزراء وفقا لمعايير شخصية، أو معايير جهات ثانية، أو بسبب الترشيحات، أو قصص المحاصصة والجهوية والأصول والمنابت والدين، وبقية المعايير التي تتداخل مع خبرة الشخص الذي يتم اختياره، وبالمحصلة يكون لدينا فريق وزاري، غير متجانس، في الأداء، عبر التقسيمات الثلاثة، فوق الكيد السياسي المخفي، الذي يكيد فيه وزراء لبعضهم البعض، أو يكيد فيه وزراء للرئيس، أو يكيد فيه الكل للكل، لكن السؤال الأهم يتمحور حول سبب هذه التلوينات الثلاثة، وهل هي طبيعية، أو مقصودة لغاية لم يتم ادراكها الا متأخراً.؟!. ربما يأتي من يقول ان هذه ظاهرة ليست جديدة، فلم نكن يوما امام وحدة واحدة لهذه الحكومات، لكن يمكن الرد هنا بكل بساطة عبر إعادة التذكير بأمرين، أولهما ان الحكومة تم تقديمها في ايامها الأولى، باعتبارها مختلفة، وذات سمات خاصة، وثانيهما ان هذه الحكومة كانت حكومة الفرصة الأخيرة، من حيث النموذج، وان سقوطها، يعني سقوط الخيارات، والعودة إلى المربع الأول بسماته المحافظة والتقليدية. المفارقة هنا، ان تلوينات الحكومة الداخلية، اثبتت اننا امام أخلاط، اذ في الازمات يسيطر المحافظون، وفي الليبرالية يسيطر صناع السمعة والدعائيون، وفي الحياد والتواري يسيطر الفاشلون، وبما يثبت ان هناك من استطاع شنق الحكومة، منذ يومها اليوم، وقبل ان تبدأ، وكأن هناك يداً خفياً وأدت كل “المشروع الأصلي” الذي كان وراء هذه الحكومة، عبر هذه التلوينات العجيبة التي تتسم بها الحكومة، والتي اثمرت النتيجة التي نراها هذه الأيام، وهي نتيجة لم يتمكن الرئيس من تجنبها، بل استسلم لها، لاعتبارات كثيرة. الغد





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع