زاد الاردن الاخباري -
اضراب المعلمين يشبه الطلاق .. الأولاد هم الذين يخسرون " ، بهذه الكلمات يلخص الأردنيون بخفة دمهم المعتادة حالة الازمة التي يعيشها الأردن حاليا بفعل إصرار المعلمين على المضي في اضرابهم ، دون ان يلوح بالافق أي بوادر للحل يعيد أبناء الأردنيين الى مدارسهم المغلقة ويحميهم من التسرب الى الطرق ويخرجهم من منازل ضاقت ذرعا بالعطلة الصيفية الطويلة .
مراقبون للشأن المحلي يجمعون ان نقابة المعلمين أخطأت باستخدام الخيار الأصعب ، وهو الاضراب ، منذ بداية الازمة ويربطون ذلك بقرارات سياسية وليست مهنية ، لان التدرج في تصعيد الاحتجاج حنكة ربما يفتقدها نقابيون يحملون السلم بالعرض ، ويعتقدون ان التعنت بمواجهة الدولة ربما يسفر عن نتائج ، لكن حقائق التاريخ الأردني الحديث تشير الى العكس تماما .
ربما يراود مجلس نقابة المعلمين ، وكل المعلمين ، الان السؤال الخطير ( ماذا حققنا بعد الاضراب ؟ ) ، والحقيقة ان الجواب الأكثر خطورة يمكن ان نقرأه في وجوه الطلبة وذويهم الذين يرزحون تحت وطأة قرار متسرع كان من الممكن تجنبه عبر الجلوس الى طاولة الحوار بعقل " يأخذ ويعطي " للتوصل الى نتائج تنهي الازمة .
مما لاشك فيه ، فان ضغط الأهالي على مجلس نقابة المعلمين ، سيتصاعد مع استمرار الاضراب ، وبقاء المجلس رافضا للعروض التي قدمت من قبل الحكومة ، وهذا ما دفع النقيب بالوكالة الى التصريح من خشيته على السلم الأهلي .
" خذ وطالب " قاعدة ذهبية في السياسة ، والعرض الحكومي الذي قدمه وزير التربية في مفاوضات ليلة الاثنين الثلاثاء يعتبر منطقيا بالنظر الى الوضع الاقتصادي الذي تعيشه الأردن ، ومن الحكمة ان يقبل المعلمون به ، والا ان انقلب السحر على الساحر بفعل التعاطف الشعبي الذي يتراجع يوما بعد يوم ، بالرغم من محاولات كسب الشعبويات الانتخابية .
الأردنيون يجمعون على تقدير دور المعلمين ويجلون جهدهم ، وإصلاح المرافق التعليمية واجب حكومي ، لان الجميع يدرك أهمية البناء والاستثمار في الانسان ، مع الإشارة الى ان اصلاح القطاعات الخدمية ، لا يحدث بين يوم وليلة ، ويحتاج جهودا مخلصة وجدية من المستويات كافة .
وفق المراقبين فان انهاء الاضراب فورا والقبول بالعرض الحكومي ، ليس خسارة لأي طرف ، بل مكسب لوطن يحاصره الاشقاء اقتصاديا، ويتآمر عليه الأعداء سياسيا .