للحفاظ على كرامتكم .. رفقاً بأبنائنا ورجال أمننا

نظرا لمكانة المعلم الكبيرة المحفوظة دائما عند عموم أبناء المجتمع الاردني من مواطنين ومسئولين ، فهو يحظى على الدوام بمحبة وتقدير واحترام الجميع ، لما له من مكانة مرموقة وفضل كبير على كافة أبنائنا الذين منحهم المعلم جُلَّ علمه وعصارة فكره ليصنع منهم علماء المستقبل وحماة الوطن ، ولأجل ذلك حينما طالب المعلمون قبل عدة سنوات بإنشاء نقابة لهم تعاطفنا – نحن المواطنين – معهم ودافعنا عنهم بكل اتجاه حتى تحقق لهم حلمهم المنشود بإنشاء نقابة لهم كمظلة لحماية المعلم والطالب معا .. وبنفس الشعور وقف كذلك أولياء الأمور الى جانب المدرسين ، وفرحنا وفرح الجميع حين ظهرت هذه النقابة وأخذت موقعها بصفِ النقابات الموجودة على الساحة الاردنية .. ولم يعلم الناس حينها أن أشخاصا مُسيّسين قفزوا على أكتاف المعلمين وتسللوا حتى وصلوا الى مواقع القرار في النقابة .. ورويدا رويدا اكتشف المعلمون وأولياء أمور الطلبة أن جهودهم ذهبت أدراج الرياح بعد أن سيطر على مفاصل نقابتهم اشخاص انتهازيون لهم غاية في نفس يعقوب من وراء وصولهم الى مجلس النقابة .

لقد كشف عدد من اعضاء نقابة المعلمين عن مخططاتهم حين شذّوا عن الغاية من انشائها ، بل تجاوزوا حدودهم وتغوّلوا حين راحوا يحرضون المعلمين على الاضراب والاعتصام وينصحون أولياء الأمور بأن يُبقوا أولادهم في بيوتهم حتى تنفذ الحكومة مطالبهم برفع نسبة العلاوة على رواتبهم التي تزيد أصلا عن زملائهم الموظفين في الوزارات والدوائر الأخرى .. متناسين ان هناك لغة للحوار يكون مكانها في غرف الاجتماعات وليس في الشوارع وعند
الدواوير ومفترقات الطرق وتعطيل حركة السير للمواطنين في مركباتهم ، والأهم من كل ذلك عدم تضييع الحصص الدراسية على الطلبة في مدارسهم وعدم تحريضهم على المشاركة في الاضرابات والانضمام الى الحراكات وتدريبهم على ثقافة الاحتجاجات ، وهم بالأساس أمانة في أعناقهم ، وقد تعهد القائمون على النقابة عند الموافقة على إنشائها أنهم لن يألوا جهدا في رعاية أبنائنا الطلبة والعمل على تنشئتهم تنشئة وطنية وقومية سليمة حتى يتمكنوا من أخذ دورهم الريادي مستقبلا في بناء الوطن وحمايته .. الى جانب حرص المعلمين كذلك أن تبقى نقابتهم مؤسسة مهنية ووطنية تأخذ على عاتقها الارتقاء بالمهنة عبر اهتمامها بالتعليم العام والتعليم النوعي .

وعليه فإننا نحن كمواطنين غير راضين صراحة عمّا جرى مؤخرا
من محاولات لإغلاق الدوار الرابع ودوار الداخلية ومناطق الإكتظاظ المروري والتجمهر غير المشروع على الطرق الرئيسية واثارة الفوضى اضافة الى اطالة اللسان والتطاول على الوطن ورموزه والتلفظ بألفاظ تجرح المشاعر ، والأعتى من ذلك محاولة بعض المدسوسين الاعتداء على قوات الأمن ورجال الدرك الذين تواجدوا أصلا لحمايتهم وتصويب مسارهم .


ومن هنا فاننا نأمل من المعلمين الذين شاركوا مؤخرا في أعمال الشغب بعمان إنهاء إضرابهم والعودة الى مدارسهم ، وإسداء النصح الى مسئولي نقابتهم بأن يكفّوا عن التحريض والاساءة للوطن ومقدراته ، وجعل مصلحة أبنائهم الطلبة فوق كل المصالح حتى يظل المعلم موضع احترام وتقدير المواطنين والمسئولين وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يعتبر المعلم والتلميذ أمل الوطن وأساس رفعته وتقدمه .