كتب - الدكتور أحمد الوكيل - كنت قد أشرت بمقالي الأسبوع الماضي عن قوة الجبهة البحرية الأردنية، ويقودنا الوضع الأمني الحالي إلى متابعة التطورات الأخيرة في الإقليم والعالم وحتى ما جرى بالأمس بالرمثا، إلى متابعة الخريطة البحرية لتمرين الأسد المتاهب.
فتمرين "الأسد المتأهب" لهذا العام هو الأكبر من حيث عدد الدول المشاركة، إذ تشارك فيه 29 دولة شقيقة وصديقة إضافة إلى الأردن، وينفذ في مختلف ميادين التدريب التابعة للقوات المسلحة الأردنية منذ عام 2011، ويستمر حتى الخامس من أيلول/ سبتمبر المقبل.
فحسب الإعلام الأردني الرسمي انتهت الأحد، عمليات دمج القوات البحرية المشتركة في تمرين الأسد المتأهب 2019، في ميادين تابعة للقوات البحرية والزوارق الملكية.
وتشمل عمليات الدمج تحديد الأهداف التي سيتم التدريب عليها والأسلحة المستخدمة خلال تلك العمليات، إضافة إلى تحديد التوقيتات اللازمة للتدريب، والمواضيع التي يتم التركيز عليها والمبنية على زيادة التنسيق بين القوات المشاركة ضمن بيئة عمليات مشتركة، لتلبية المتطلبات العملياتية، وبما يتلاءم مع طبيعة التهديدات.
واكتملت السبت عمليات الإبرار البحري الذي شمل إنزال القوات البحرية المشاركة بالآليات البرمائية من السفن العسكرية لشواطئ البحرية الملكية، في قاعدة الأمير هاشم بن عبدالله الثاني استعداداً لتمرين الأسد المتأهب الذي انطلقت فعالياته يوم أمس.
لن نذهب بعيداً في التحليل الموضوعي لمواكبة التطور الأبرز على هذا التمرين لهذا العام، الا وهو بروز خريطة رمادية بحرية له مبهمة الرموز والإشارات، الا ان المتابعة الحصيفة للحدث تؤكد أن القوات المشاركة في التمرين تتأهب لعمل بحري من نوع ما في أعالي البحار القريبة والبعيدة عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبقي أن نشير للمحادثة الهاتفية الهامة بين ولي عهد أبوظبي سمو الأمير محمد بن زايد آل نهيان مع جلالة الملك عبدالله الثاني، والتي لم يعرف بعدها العسكري الاستراتيجي بالضبط.
اما الأمر الأخير الجدير بالذكر، فهو الحدث المحلي الأبرز في وسط وأطراف مدينة الرمثا، التي تقع على الخاصرة الجنوبية لسوريا، التي لربما لعبت بعض العناصر المخابراتية فيها، على تأجيج الحدث الأردني، هروبا من الاستحقاق البحري الأقسى لحليفتها إيران في مضيق هرمز، وهو التساؤل الذي ستجيب عليه بمنتهى الوضوح الخريطة البحرية الرمادية لتمرين الأسد المتاهب هذا العام، وان غدا لناظره قريب.