زاد الاردن الاخباري -
لارا أحمد - لا تُبقي صعوبات وتعقيدات الواقع الاقتصادي والاجتماعي في قطاع غزة أمام أطياف الشعب الفلسطيني هامشاً واسعاً للانقسام حول هوية المذنب، ففي حين يحاصر الاحتلال القطاع منذ 12 سنة تولت حماس مهمة تفقير الشعب وتجويعه رغبة منها في تطويعه لإخضاعه لأجندتها الخاصة.
يعكس انفجار التظاهرات الشعبية في قطاع غزة من وقت إلى آخر وما يترتب عنها من قمع وحشي غير مبرر من قبل قوات الأمن الموالية لحركة حماس الإسلامية، حالة اليأس المسيطرة على الغزيين منذ مدة، ففي ظل ارتفاع نسبة البطالة وتضخم الأسعار إضافة إلى غياب أدنى مستلزمات العيش الكريم كالماء الصالح للشراب والكهرباء، لا يجد الغزيون أمامهم أي بريق أمل يتشبثون به إلى أن تمر هذه المرحلة العصيبة في سلام .
يرى المهتمون بشؤون المنطقة أن سر الاحتقان الذي يتزايد كل يوم ضد حركة حماس لا يعود حصراً لفشل الحركة في تحسين الأوضاع الاقتصادية للغزين فحسب، فالشعب الفلسطيني متعود على الصبر والجَلد لاسيما إن كان يثق في قيادته، إنما ازدواجية الخطاب لدى الحمساويين هو ما يؤجج حالة الاستياء التي تتملك المواطن الغزي البسيطـ، ففيما يعاني الشعب من الفقر والخصاصة في بيوت الصفيح التي يسكنها، يحيا كبار قادة حماس حياة كريمة داخل قصورهم الفارهة والتي تحوي سيارتهم الفاخرة وغرف أبنائهم الشاسعة التي تركوها خاوية ليدرسوا في أعرق جامعات العالم على حساب المجموعة الوطنية التي دائماً ما تدفع الثمن الأغلى لفساد كبار المسؤولين.
من المسؤول عن تحويل غزة إلى جحيم؟
لا يملك الغزيون الذين يعيشون على وقع حصار وحشي منذ أكثر من 12 سنة غير الصمود والأمل في غد أفضل كي يواصلوا الكفاح ولا يستسلموا لأوجاعهم فتُقبر أحلامهم وتتيه قضيتهم الإنسانية في غياهب النسيان كما تاهت قضايا شرعية لشعوب أخرى في السابق.
الصبر الأيوبي لسكان القطاع قد بدأ بالفعل في النفاذ بسبب ممارسات حماس التي تقول ما لا تفعل وتعد وتخلف ولا تفكر سوى في مصلحتها ومصلحة منتسبيها، إذ يكفي أن تتجول في شوارع غزة حتى تعلم أن حالة الاحتقان والغضب الشعبي ضد هذه الحركة في تنامي كل يوم.
يبدو أن حماس قد خسرت جزءاً كبيراً من شعبيتها لهذا تحاول أن تحكم القبضة الأمنية على أنفاس هذا الشعب المسكين أكثر فأكثر، فعجزها عن إدارة القطاع وإيجاد حلول عملية لمشاكل الغزيين إلى جانب قمعها لأي أصوات معارضة جعلها تخسر نفسها كفصيل وطني مقاوم لتتحول إلى نموذج آخر لنظام سلطوي فاشي.
استمرار الوضع على هذه الحالة يهدد حتماً باندلاع ثورة عارمة على شاكلة الثورات العربية قد تعصف بكبار المسئولين في غزة الذين أثبتوا فشلهم في إدارة قطاع لا يسكنه سوى مليوني نسمة.
فهل تستفيق حماس وتتوقف عن تغليب مصالحها على حساب مصالح الغزيين أم أنها بداية النهاية لسيطرة حماس على القطاع؟؟