خاص - عيسى محارب العجارمة-لفتة ملكية سامية لا تخلو من دلالات استراتيجية واضحة، بالزيارة العاجلة لجلالته إثر عودته من إجازته السنوية، فالصورة تعبر عن نفسها بضرورة معالجة كل صغيرة وكبيرة بالبلد، ومبادرة سيدنا لحل كل شيء بنفسه.
أن التصور الاستراتيجي الحكيم لجلالته لكل القضايا الوطنية العالقة، يبدأ من قصة الإصلاح والتغيير الشامل حسبما أراد الأردنيين، منذ بداية الربيع العربي، وصدحوا بمطالب تغيير النهج من ساحة الحسيني.
ويبدو أن المسجد نفسه أراد أن يكون بوعزيزي الأردني، فقام الجماد الطاهر بحرق نفسه بتماس كهربائي أتى على مكتبة المسجد وخزانته القيمة من الكتب التراثية والدينية، ليقول لنا وانا احترق احتجاجا على الفقر والإقصاء والتهميش وليس الاف المصلين، ممن صلوا واحتجوا بفناء ساحة الوطن الشرعية.
وصل جلالته والشرر يتطاير من عينيه الشريفين، فحريق المسجد العريق، خطب جلل وجريمة لن تمر دون عقاب الله وسيد البلاد، كما أن جرائم الفساد والفاسدين لن تكون بمنأى عن سخط وغضب جلالته.
عاد الملك والعود أحمد، عاد والشرر يتطاير من عينيه، ونحن بدورنا سنستثمر هذا الغضب النبيل والشعور الديني العارم لجلالته تجاه المسجد الرمز، ونقول لسيدنا كل ما فعله بنا هؤلاء الأوغاد، فقد هرمنا وهم يلهبوا سياط ظهورنا بتقارير مزيفة وفبركات من بنات خيالهم ليدقوا اسفينا بيننا وبين الأب الروحي للوطن.
نعم لا بد من استراتيجية واضحة المعالم، وتكون خريطة الطريق تستلهم من المسجد الرمز روحانيتها، وهو الذي قال لنا، نعم ساحترق، حتى لا يحترق الوطن.
عاد الملك والعود أحمد، فبحضرته الشريفة يطيب الكلام وترتفع السقوف، ونحن نشعر انه الأب والقائد الذي سيحمينا من قنوتهم ودبستهم وكل ادوات قمعهم وتعذيبهم النفسي القاسي عبر السنوات الماضية الطويلة.
لا تغادر يا جلالة الوطن البتة فنحن بدونك كالايتام على مائدة اللئام، والأمر جد خطير يا حبيب الشعب، فلتكن استراتيجية الحسيني الملكية بالتغيير هي نبراس نستضيء به فحينما يتطاير الشرر من عيني سيدنا، حتما فإن رؤوس الفساد قريباً ستطير وانا غدا لناظره قريب فالثورة الملكية البيضاء قادمة لا محالة.