فاطمة الظاهر - الأصل في عمل الجمعيات الخيرية أن تتلمس طريقها في مجال دعم الفقراء والأيتام والأرامل وعلاج المرضى وكل من يحتاج المساعدة ، دون الحاجة أن يتصدر أسماءها الإعلانات الإعلامية وقائمة مواقع التواصل الاجتماعي وكسب الشهرة ، بل على العكس من ذلك أن تحصل على أعوان لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي في البحث عن من هم بحاجة ماسة للمساعدة دون أن يشغلهم جذب انتباه أصحاب رؤوس الأموال و المتبرعين بصور أعمالهم الخيرية دون الإشارة إليهم بصور أو توصيفات.
من المفروض أن تحمل الجمعيات مسؤولية علاج غير القادرين، وتتوسع في أنشطتها مع عدم البحث عن الشهرة والأصل في العمل الخيري إن كان بالإمكان دعم المشاهير من المتبرعين لتشجيعهم على التبرع وليس تشهير الحاصلين على المساعدة بالصور من باب عفة المحتاج واحترام إنسانيته لتوسيع قاعدة أبواب الخير دون أي دعاية.
والحرص على احترام آدمية الحالات المقدم إليها التبرعات، حفاظا على كرامتهم، وتعففا عن إيذائهم بالصدقات.
فعمل الخير لا يحتاج لكل هذا الكم من الإعلانات والدعاية ، ويكفي فقط النية الصادقة والعمل الجاد.
النصب والاحتيال باسم الخير أصبحت عادة منتشرة وهو أكثر ما يهدد مبادرات العمل الخيري.و مؤخرا أصبح مشروع تأسيس الجمعيات الخيرية ظاهرة منتشرة يقوم بها بعض الأفراد من اجل تحقيق مصالح شخصية بحجة أنها جمعيه خيرية تقوم بالعطف على الفقراء والمحتاجين من الناس.
وهنا تبدأ الحكاية من خلال تجمع بعض الأشخاص في مقر بالبحث عن التراخيص من الجهات المخصصة للحصول على التسهيلات التي تُمنح لهم ومن ثم يبحثون عن جهات داعمة لمساعدة المحتاجين وللأسف الشديد بعد عمل كل الإجراءات وجمع التبرعات لا تجد في عملهم أي شيء يمت للعمل الخيري بصلة ، فحين يطرق المسكين بابهم لا يجد من سؤاله جوابا .. بل يذهب ريع التبرعات للإدارة والأعضاء.
تجارة بأسماء المساكين والمحتاجين ، وكسب شهرة بتصوير المحتاج خلال تسليمه طرد بسيط مقابل علبة تونة وسردين وبكيت ماجي و كيس أرز ،، يظهر المواطن البسيط أمام الكاميرا ليستلم لقمة عيشه ، بينما يقف المسؤول الأهم أمام الأنظار ليكسب شهرة عمله المسمى بالخيري ..
الأصل في الخير أن نبحث عن أصحاب الحاجة والمتعففين الذين لا يظهرون حاجتهم وأن نجمع المتطوعين للبحث عن هؤلاء الفئة من الناس ممن لا يطلبون حاجتهم ، لا أن نكثف جهودنا بالبحث عن أصحاب رؤوس الأموال الساعين وراء الشهرة ..
عذرا من أصحاب الجمعيات الخيرية الذين يتبعون الصدق والثقة والأمانة في عملهم ، فحديثي فقط عن فئة معينة من الناس الذين يستغلون مسمى الخير لغايات أخرى ..