زاد الاردن الاخباري -
كتبت - سرى الضمور
في سياق الاحاديث عن رجالات الوطن وموافقهم المشرفة، لحظت اننا في زمن نفتقد فيه للزعامة، وللرجال الاكفياء، الغيورين على مصلحة الوطن ومصلحة ابنائه.
ونفخر ونرتعش سموا عند سماع صولات وجولات حابس وهزاع المجالي ووصفي التل " مع حفظ الالقاب" وغيرهم من قادة الجيش العربي والمعلمين والاستاذة الذين ضحوا بدمائهم لاجل ثرى الوطن ومقدراته.
ولدى استقراء المشهد الذي يبعدنا عنه نحو اكثر من نصف قرن نجد مقدار العزة والشموخ لدى استذكار موافقهم التي خلدت في نفوس الجميع صغارا وكبارا.
لتجعل منهم محطة بارزة في تاريخ هذا الوطن، الذي لم يبخل بكرمه على احد ومازال يقدم لشعبه وضيوفه الغالي والنفيس بفضل قيادته الحكيمة.
اذ نلتمس من تلك الاحاديث حاجتنا الى رجالات وطن يضعون بصمة محقة في تاريخ هذا الزمان لتمد في نفوس شباب المستقبل عناوين الرجولة والوفاء لا ان نقف ونستذكر فقط ونتحسر على مامضى.
ومما لاشك فيه ان اصابع اليد لاتتشابه جميعها الا اننا لمسنا وعلى مرأى من الجميع شجاعة الفرسان عند استشهاد كوكبة من شباب الاردن الخيرين حيث ان كرمهم بنفسهم وشجاعتهم في افتراس الحق تدرس لعقود مقبلة من الزمن، اذ لابد ان تستذكر وفقة الطيار معاذ الكساسبة وشجاعة بطل القلعة سائد المعايطة والبطل راشد الزيود الذين آثروا بحياتهم لاجل تراب الوطن والحفاظ على امنه وبقائه منيعا امام كل من تدنو نفسه لاحباطه.
وفي مقارنه سريعة مابين جيل اليوم والامس نجد ان الزعامة ولدت من رحم البداوة واخلاق الفرسان وقسوة التربية فكانت دعوة صريحة لان تلد الامهات رجالا بمستوى من ذكرناهم، ممزوجة بالمعرفة والدافعية والرغبة لبناء الوطن ورفع رايته المعطاءه.
حيث كان في السابق وبالرغم من تداخل الصبغة العشائرية الا ان المرجعية الاولى كانت للنهج الفكري والسياسي كونها هي من صاغت شكل تلك المرحلة ووحدت من صفوفهم وانجحت خطى سيرهم، وبغايات لا تصل لنول شرف الزعامة او حبا للظهور بل كانت موافقهم هي التي تتكلم نيابة عنهم.
اذ شكلت تلك الرؤى منهج حياة لا سبيلا للكسب او السعي للشهرة السريعة وفي زمن بطولات الشاشة الصغيرة الذكية، لبعض من الريادين الذين يسوقون "السطحية" على انها شجاعة وسبل للتكسب او الشهرة.
الامر الذي يستدعينا الى دراسة عامة وشاملة في نوعية الافكار والتربية التي تنشأ عليها الاجيال الحيالية والمقبلة.
والدعوة الى النظر بعمق نحو نوعية التعليم والتفكر بجديه نحو الية تطوير الرسائل التربوية والاعلامية.
والعمل على تغيير النظرة حيال المعلم كما هي في السابق من خلال بث قيم وافكار قد تكون بسيطة في ظاهرها الا انها عميقة في فحواها.
والتي اشارت اليها بنود الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية في سعي لتطوير العنصر البشري.
ومايستدعي التبصر بشكل اعمق نحو شكل القيادة او الزعامة التي باتت هدفا لدى الشباب من معدومي الدخل لتشكل لهم دافعا نحو الريادة واثبات الذات.
في ظل فشل سياسة الارضاء التي تتبعها جميع الاسر بهدف توفير كل ما هو مستطاع للوصول الى تلك المحطة التي فقدت نتيجة الترف المتقع الذي يعيشه بعض الاطفال لتحرمه من فرحة الثغر بمكافئة حال تميزه بشيء .
قد يطول الحديث عن المسببات لغياب "الزعامة" الا ان الدعوة جادة بان ننظر للجيل الحالي الذي بات يستشهد ببطولات لاعبي كرة القدم والمؤثرين على صفحات التواصل الاجتماعي كما -يدعون -متناسين بذلك بطولات اجدادهم وتاريخهم المضيء...