زاد الاردن الاخباري -
كتب : الدكتور احمد عريقات - هل تذكرون خطاب الملك امام شاشة التلفزيون قبل زمن ليس ببعيد ؛ عندما قال للشعب " انت اردني ارفع رأسك "، منذ ذلك الوقت وهناك من الشعب من يحاول ان ينفذ كلام ورغبة الملك من باب قوة خطاب الملك ، والرغبة الشعبية بان يكون الرأس مرفوع حتى وان كان الطفر ضارب في اساس هذا الشعب ، ومن باب مقولة شعبية ؛ الصيت ولا الغنى !.
قبل ثلاث سنوات كنت بزيارة دائرة الاراضي في مدينة الزرقاء مع احد الاصدقاء ، وعند تقديم الاوراق للموظف من خلف كاونتر الزجاج بحثت عن صديقي الذي كان يقف على مستوى نظري ولم اجده ، بل وجده مطأطىء رأسه الى الاسفل ويحاول ان يفهم ماذا يقول الموظف من خلال فتحة في زجاج الكاونتر وضعت اسفل الكاونتر بمساحة 25 سنتمر ارتفاع وبعرض 30 سنتمر ، وعندها قلت وبصوت عال للموظف ؛ لماذا على صديقي ان يطأطىء لك راسه ويرفع من صوته كي تقدم له الخدمة التي جاء من اجلها ؟ ، اجاب الموظف وبكل هدوء : اذا مش عاجبك روح عند المدير .
لم اذهب الى المدير واكتفيت بالصمت كي تسير معاملة صديقي دون تعقيد من الموظف كوني استفزيته بسؤالي البسيط .
وقبل اسبوع رجعت مع نفس الصديق الى دائرة اراضي الزرقاء ، ووجدت العشرات من المواطنيين وهم يطأطئون رؤوسهم امام كاونتر الزجاج واصواتهم تعلوا ، وعندها ذهبت الى المدير وقلت لماذا يجبر المواطن على ان يطأطىء رأسه كي تقدمون له خدمة مدفوعة الرسوم ؟، لم يعجبه سؤالي وغادرت المبنى مع صديقي وانا اقول الى نفسي " ليس كل ما يتمناه الملك للوطن يدركه الشعب " .