فاطمة الظاهر - مهمة الإرشاد التربوي موضوع يمس طريقة تنشئة الأجيال اجتماعياً كون المدرسة لها دور أساسي وأولي في ضبط السلوك وطريقة التنشئة الاجتماعية.
لكن من الملاحظ غياب دور الإرشاد التربوي في مدارسنا من باب تخفيف الرواتب وتقليص الأعباء المالية حيث يقوم من ليس له صلة بهذا الدور ، والتدخل بالشؤون الإرشادية بحل مشكلات الطلبة والنتيجة سلبية نظرا لعدم إتباع أساليب الاختصاص في هذا الدور.
مدارسنا للأسف لا تتبع خطة تطبيقية عملية في أولوياتها لوظيفة المرشد التربوي ، كثير من المدارس تفتقر لوجود المرشد الاجتماعي التربوي و إن وجد فيها المرشد فإنه لا يقوم بدوره بشكل كامل إما لعدم توفر القدرات والمهارات لديه أو لعدم التفهم لوظيفته أو لأن الإدارة تلزم المرشد بقيام مهمات ووظائف أخرى وتشغله عن الدور الأساسي الذي وجد لأجله فأغلب المدارس تظن أن هذا المكان يحتله موظف فاضي أشغل فإما يشغلونه بمهمات أخرى ويهمشون مشاكل الطلبة ، وإما يزيلون هذه الوظيفة من حساباتهم وتقع مسؤولية حل المشكلات على عاتق أي معلم في المدرسة وانتهى .
علينا أن لا نغفل أهمية التركيز على الصفوف الأولى في المدرسة لما له من أثر في ترسيخ القيم الخلقية السليمة والمفاهيم الصحيحة للتربية والتعليم وكذلك أهمية الإرشاد التربوي في الصفوف الثانوية نظرا لتداخل الكثير من الضغوطات على طلبة هذه الصفوف ولا يجب تهميش هذا الدور الوظيفي من باب التوفير .
يشكو الكثير من العاملين في المدارس معاناتهم في التعامل مع المشاكل المختلفة التي يتعرض لها الطلبة لعدم وجود مرشد في مدارسهم ما يضطرهم إلى إيلاء تلك المهمة لبعض المعلمين أو القيام بها بأنفسهم على حساب أعمالهم المتراكمة .
ويمكن القول أن هناك غياب واضح للمدارس في تنفيذ الخطة الإرشادية الصحيحة والتي تتعدد أسبابها ما بين غياب دور وزارة التربية والتعليم في هذا الخصوص وعدم إجبار جميع المدارس في تعيين مشرف تربوي كون هذه الوظيفة أساسية كوظيفة المعلم ومكمله لدوره ومن ناحية أخرى تجاهل مدراء المدارس لذلك حيث يعتبرون أنفسهم أقدر على حل المشكلات .
كذلك جهل أولياء الأمور بمهمة الأخصائي الاجتماعي النفسي بالمدرسة وتقصيرهم في متابعة أبنائهم في المدرسة واعتمادهم على الإدارة والمعلم فقط .
كل هذه الأمور قد ينتج عنها السلوك العدواني لبعض الطلبة وسوء التعامل مع ممتلكات المدرسة بالتخريب المستمر تعبيرا عن عدم رضاهم و رفضهم بعض الأمور داخل المدرسة .
كما أن أغلب المرشدين التربويين يركزون على الجانب النظري لا على الجانب التطبيقي وهذه أيضا كارثة..حيث يثقلون كاهل المرشد بعمل لوحات ونشرات وملصقات وأعمال إدارية أخرى وغير ذلك بدلا من البحث عن واقع المشكلات وماهيتها وما السبل لعلاجها ...
أغلب إدارات المدارس ومع كل أسف لحد الآن لا يعرفون مهام المرشد بالضبط .والطامة الكبرى أيضا هناك مرشدين أنفسهم لا يعرفون مهامهم.فتارة يكون معاون وتارة يكون سكرتير أو سكرتيرة وتارة محاسب وبائع مقصف وربما يخرج مع الجولات فيشغلونه بوظائف أخرى من باب ظنهم الخاطئ بأن دوره فاضي الأشغال لا يعمل شيئا سوى أنه جالس على مكتب ، فيشغلونه بوظائف أخرى ثقيلة المهام وينسى دوره الأساسي الموجود لأجله .