زاد الاردن الاخباري -
بكر الأمير - مشهد معقد للغاية ، وقوى عديدة تتصارع على الساحة السورية ، أنباء متضاربة وروايات متناقضه ، أطراف دولية وأخرى إقليمية ، ظاهرة ربما تكون إنتهت على الأرض ، لكنها ما زالت موجوده في أذهان الكثيرين.
حقا يحار المرء وهو يحاول استقصاء الحقيقة والوصول إلى المعلومة الصادقة ، وسط هذا التعقيد، المدنيون و الأبرياء هم فقط من يدفعون تكلفة هذه الحروب ، مشاهد صادمة لحجم الدمار والخراب في معركة غازي عنتاب للقضاء على عصابة داعش من آخر معاقلها ، جثث الضحايا بالآلاف ، أطفال ونساء اجسادهم متفخمة ، أي نصر واي حسم ذاك الذي نشاهده على الأرض بعد هذه التكلفة الباهضة وحجم الدمار الذي خلفته الحروب المستمرة منذ ثمانية سنوات .
يقولون ليس بالضرورة أن تكون خائنا لتخدم اعداءك يكفيك أن تكون جاهلا فقط ، مدرسة فكرية فاسدة أنتجت نسخة دموية لتنظيمات تدّعي الإسلام وتنسب نفسها إليه، تريد أن تنصره وهي من تسيء إليه وتحاربه ، ولم يعلم هؤلاء الحمقى أنهم الأداة التي كانت تعمل على الأرض خدمة للدول المتصارعة وحفاظا على عروش المستبدين .
الخاسر الأكبر في هذه الحقبة المظلمة من تاريخ شعوبنا وامتنا العربية هي سوريا أرضها وإنسانها ، والرابح الأكبر هم قوى النظام العالمي الجديد الذي اصبح متعدد الرؤوس بعد أن كان معسكرين اثنين ، كل يغني على ليلاه ويبحث عن مصالحه ، ونحن على أرض الواقع نكتوي بنار الحروب ، أرضنا هي ساحة المعارك ونحن وقودها .
هذه ليست دعوة للتشاؤم ، فصاحب الحق حتما سينتصر ، وبضعة سنوات لا تعني الكثير في عمر الدول والمجتمعات، من نرى فيهم الحداثة والتقدم الحضاري عاشوا تاريخا ربما أكثر دموية مما نحن فيه الآن ، لكن الوعي مطلوب بل وضروري أيضا .
فساد السياسة أصل كل فساد كما يقول بعض علماء الاجتماع ، وربما هو السبب الرئيس في ما يجري في عالمنا العربي من تخبط وأزمات وحروب .