زاد الاردن الاخباري -
د. غازي الخضيري - في دول العالم الثالث دون استثناء الحكومات والشعوب كل واحد في جهة، بمعنى ان الحكومات تعمل لوحدها لان باعتقادها انها افهم من شعوبها بحاجتها، لذلك لا يوجد توافق أوتناغم بين الشعوب وحكوماتهم، ومع الأيام تتسع الفجوة بين الحكومات والشعوب.
الأصل ان تعمل الحكومات ما يسهل حياة شعوبها، لا ان يكون لسان حالها: انا اعلم منك بحاجاتك فخذ ما أعطيه لك فقط، يعني استخفاف بذكاء الشعوب.
آن للحكومات ان تدرك ان الشعوب لم تعد مغفلة او غبية ولا تعلم ما هو بصالحها، وفي اخر المطاف فإن الحكومات هي اصلها من الشعب، ولكن تحذلقهم وجشعهم يشعرهم بالفوقية تجاه شعوبهم، وهنا مصدر الفجوة. آن الأوان أيضا ان تدرك الحكومات انها تعمل عند الشعوب ولصالحها وليس العكس.
وفي الجانب الاخر فان مجالس الأمة في دول العالم الثالث والتي يتمثل دورها في التشريع والرقابة وهما فعليا اَي التشريع والرقابة اخر همهم، فهم لا يمثلون فعليا الشعب الذي اختارهم بل يمثلون مصالحهم الخاصة ويشغلون المناصب لخدمة مصالحهم هم لا مصالح ناخبيهم، وإلا فكيف نبرر انفاق المبالغ الطائلة على حملاتهم الانتخابية لشراء ذمم الناخبين، فلو حسبت ما يتقاضون من رواتب طيلة فترة وجودهم في مناصبهم لما شكلت نسب ضئيلة من مجمل ما أنفقوه على حملاتهم الانتخابية، اذا لماذا التهافت على المقاعد النيابية لولا انهم يستغلون مناصبهم لجني الثروات من خلال الاستحواذ على العطاءات الحكومية لصالح الشركات التي يملكونها والغير معلنة معظم الأحيان، او حتى المعلن منها، ويتصرفون وكانهم يتعاملون مع شعب اعمى او غبي فيسرقون قوت الشعب ولا يتركون لهم الا الفتات. فهناك غنى فاحش عند من هم في السلطة وفقر مدقع عند الشعوب المغلوبة على امرها.
متى سيتغير الحال؟ وكيف من اجل وضع الامور في نصابها الصحيح؟. سؤال يصعب الإجابة عليه في ظل الظروف التي تم تناولها سالفا. ونبقى نعيش في حارة كل من ايده إله.
وإذا كنت إنسانا ذكيا ومخلصا في توجهاتك وتصرفاتك فلا تحلم يوما ما ان تكون في السلطة، لأن المتغطرسين والجشعين سيفعلون كل ما في وسعهم لإبعادك عن مواقع القرار والسلطة حتى يخلى الميدان لحميدان. ونبقى نعيش في حارة كل من ايده إله.
نسأل الله العلي القدير ان يغير الحال باحسن حال، والله المستعان، وحسبنا الله ونعم الوكيل.