زاد الاردن الاخباري -
الماجد عبدالله الخالدي - اكبر جريمة اقترفتها بحق نفسي انني خسرت الثقة بنفسي بفعل الظروف المحيطة بي .. فبعد ان كنت ارسم خارطة الطريق اعتمادا على نفسي .. اصبحت وبفعل العثرات التي تملئ الطريق انتظر المعونة لاتابع المسير .. واصبحت اكره تلك العبارات التي اشبه ما تكون بالتنظير والمحاضرات ملخصها ان العثرات تتلاشى بفعل الاصرار والعزيمة والمثابرة .. اي اصرار سيصمد امام ما واجهته ؟! واي عزيمة ستبقى امام ما عانيته ؟! واي مثابرة ستتنامى امام ما تلقيته من ضربات موجعه وجهت لي من القدر والبشر متحالفين ؟! لا اعلم كيف سيكون حال مقدم المحاضرة لو تعرض لذات الظروف التي احيطت بي ؟! حتما سيرفع الراية البيضاء معلنا الاستسلام عند الضربة الأولى .
ولا اعلم كيف يمكنني اكمال البقاء في هذه الحياة بعد تلك المعاناة .. او كيف لي ان استعيد شيئا من قواي التي بدأت بها الطريق .. فتلك المسألة اصبحت اشبه بامنية استعادة الزمان الى وقت بداية الطريق .. وهذا حتما مستحيل .. كل ما اعلمه الان اني اقع بين طريقين احلاهما مليئ بالمرارة .. ما بين الاستسلام وايقاف المسير .. وما بين رفض الرضوخ للقدر وظروفه التي ارهقتني تعبا ووجعا .. تملكتني حيرة لا يمكن لعقل ان يتصورها .. حقا لا اعلم اي شتات هذا الذي اعانيه .. لقد وصل بي الامر الى اعتياد عادة الهروب مرات كثيرة .. اصبحت اهرب من كل شيئ .. والشيئ الوحيد الذي رفضت الهروب منه هو دفع ثمن مبادئي .. لقد وقفت حينها صامدا اتلقى الضربة تلو الاخرى دون تراجع .. دون هروب او حتى دونما اي محاولة لصد الضربات المتتالية .. وكأني كنت اقف حينها لاعاقب نفسي على مبادئ اعلم انها صحيحة ولكنها تواجدت في الزمان الخاطئ .. فتلك المبادئ اصبحت منبوذة ومكروهة في زمان اصبح فيه الخطأ صحيح .. والصحيح اكبر خطيئة يعاقب عليها القدر .
اجرمت بحق نفسي عندما التزمت الصمود امام عقاب القدر على مبادئي بينما اعتدت الهروب من الصمود امام طموحاتي التي لم تجد ما ينصفها فتلاشت شيئا فشيئا .. وكيف تصمد وانا اول من تخلى عنها بالحيرة ثم باليأس ثم بالاستسلام ثم بالهروب ثم بالابادة لكل تفاصيلها ؟! وكيف لي ان ادافع عنها وانا اتلقى الضربات المتتالية بسبب رفضي للتنازل ؟! ما كان ذنب الطموحات الا ان صاحبها لا يتنازل عن مبادئه .. وما كان ذنب صاحبها الا انه تواجد في زمان ليس زمانه .. وما كان للذنب ان يتمرد لولا انه يحيا في مدينة الخطايا .. التي تضع في دستورها قانونا ينص على ان الصالح هو المذنب الوحيد في هذه المدينة .
الماجد عبدالله الخالدي