قال المولى عز وجل(وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا).
الجهل هو جهل الدين الذي بعث به صاحب الخلق العظيم عليه افضل الصلاة والتسليم من الرب الرحيم ,ليتمم مكارم الاخلاق لينقذ البشرية من اسباب امراض قلوبها التي مازال الطب يعجز عن تشخيص اهم امراضها التي اصبحت البشرية تعاني من فظاعتها , وذلك اما نتيجة عدم الايمان او الادعاء به ............
الجاهلون هم الذين لم يدركوا سلامة ووقاية القلوب من امراضها,,التي بدت واضحة وظاهرة من خلال تصرفات سوء الخلق مع محيطهم , وهي انعكاس لإمراض الحقد والكره والحسد والتعصب الاعمى ,وهي التي سلم منها قلوب عباد الرحمن , وبقيت نقية من دنس امراض الجهل ............
سلاما من الله الرب وله الحمد, لعباده عباد الرحمن ,ليصدوا السيئة بالحسنة ليحصنوا قلوبهم من امراض الجهل ,وليخاطبوا قلوب الجهلة لعلها تعي سبيل سلامتها ,فصدق الايمان اتباع النهج واليقين به وبخيره,وعلامات قبول الايمان انشراح الصدور في اضيق الاوقات ,(النجاح في الابتلاء),وحسن الخلق صفة من قال انني من المسلمين وهي من اهم السبل في الدعوة للايمان بالله ,ليكتسب الانسان به انسه بإنسانيته والتمتع بحلاوتها,وذلك من خلال السمع والطاعة وهي عبادة الرحمن ................
جميع مواقف حسن الخلق التي تمر بنا او نشاهدها ونسمعا لها نور من الرحمة يشعر بها كل انسان ,تذكرة للحظات بفطرة انسانيته ,فمنهم من يلتقطها ويبحث عن مصدرها,ومنهم من لم يدرك المعنى من بكاء الضمير من سجن الظلام,في لحظات نور الرحمة .............
يحضرني في هذا السياق مشهد لقصة حقيقية ,لامراة مسلمة تم الاعتداء عليها من قبل امراة امريكية تنتسب لقوم ترامب اليمين المتطرف (الكنيسة المتصهينة),حيث كان المشهد في جلسة الحكم في المحكمة التي ادانت المراة الامريكية (لنزاهة القضاء الامريكي ),رغم ان علامات الاعتداء مازالت واضحة على وجه المسلمة ,الا انها استأذنت القاضي ان تخاطب الجانية المعتدية عليها ,فعند السماح لها ,خاطبتها باسمها ,وسط سكون من في المحكمة ,سكون يسبق نور الرحمة الذي يوحد قلوب البشرية ولو للحظة يخترق زمن الكره والتعصب, قالت لها انت عملت عمل غير جيد , ادعوك ان تنظفي قلبك من الكره والحقد فهذا ياذيك كثيرا ,وانا اسامحك على ما فعلته معي ,الدموع تسيل ولا سبيل لاخفائها, دموع البشر حقيقتها من مشاعر الرحمة التي اصر الانسان على حبسها من الرحمة وشوه مصدرها في القلوب بمعاصي ظلم الكفر والخطايا والفساد ,حيث ضر وظلم نفسة قبل الاخرين ,وذلك في الدنيا والآخرة ...................
الامثلة في حسن الخلق وخاصة الناتجة من انشراح الصدور في مقابلة سوء الخلق في التصرف كثيرة , يمكن ان نصنعها مع ابنائنا مع ازواجنا مع جاهل ومتجاهل في الدين (سيء الخلق),لنجد وميض النور يقذف القلوب لينيرها ولو للحظة ,قد يتخذ من قبسها نور دائم , تشفي من امراض ظلمات الجهل وأمراض الدنيا الدنية التي استباحت الانسان .............
د.زيد سعد ابو جسار