عمان تغرق والحكومة تغطيها بالبيانات !!

عمان تغرق والحكومة تغطيها بالبيانات !!

زاد الاردن الاخباري -

حاولت أمانة عمان الكبرى تغطية ما حدث وسط عمان من فيضانات ومداهمات مياه من خلال بيانات ورقية ضّمنت حوادث معدودة تم التعامل معها، إلا أن ما حصل غير ذلك، ف”وسط البلد غرقت» بالامس.

التحذيرات المسبقة من دائرة الارصاد الجوية بأن يوم امس ستكون الظروف الجوية غير طبيعية لجهة الهطولات المطرية واحتمالية تساقط الثلوج، رافقها بيانات معتادة من لدن الجهات الرسمية المعنية من حيث تجهيز غرف طوارىء وكوادر بشرية للتعامل مع الحالة الجوية، وصلت الى حد أن وزارة الاوقاف فتحت ابواب المساجد لاستقبال حالة الطوارىء وايواء المواطنين.

ومنذ ساعات بعد ظهر أمس الاول، بدأت مؤشرات المنخفض الجوي من حيث الهطول المطري الكثيف، الذي لم تستطع البنى التحتية استيعابه منذ البداية، فتشكلت الازمات وغرقت الطرق الفرعية في معظم مناطق عمان.

ورغم ذلك، إلا ان الجهات المعنية، استمرت في تعاملها مع الوضع، كالمعتاد، بالاشارة بداية انها مستعدة وأعلنت حالة الطوارىء الوسطى وانها تعاملت مع حالة مداهمة لمياه منازل هنا وهناك، وقت كانت الطرقات تضيع ملامحها ومطباتها ومناهلها من مياه الامطار التي غطتها واخفت معالمها لتكون مصائد للمركبات والناس.

ما نشرته وسائل التواصل الاجتماعي ، عما حدث وسط البلد، كان بمثابة «صدمة» لكل متابع واذهل الجميع بين ما أعلن عنه مسبقا، وبين ما جرى.

فالمياه داهمت بمنسوب عال محال تجارية ومركبات اعتلاها اصحابها خوفا من الغرق، وسط «فزعة» اردنيين متطوعين، لا رسميين، خوفا على ابناء الوطن من تعرضهم للاصابة وتفاقم الاحداث، التي كانت أكبر واقوى من الاستعدادات الرسمية، التي لم يكن اخفاقها للمرة الاولى، بل سبقها حالة او حالتان سابقتان.

المفارقة الغريبة، التي تشي بحالة «غربة» عن الواقع ان يعلن رئيس الوزراء بالوكالة الدكتور رجائي المعشر تعليق الدوام في جميع الوزارات والدّوائر الرسميّة والمؤسّسات والهيئات العامّة أمس الخميس، بسبب الأحوال الجوية السائدة، عند نهايته(…) ليس هذا فقط، إنما اعلنت عن تخصيص الاحد المقبل يوما لاستكمال معاملات المواطنين الذين حالت الحالة الجوية دون ذلك.

ومن لندن، اطلق رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزّاز، نداء للوزارات والمؤسّسات المعنيّة للتعامل مع الظروف الجويّة السائدة بمسؤوليّة عالية، وبما يضمن الحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم، إلا ان نداء الرزاز جاء «بعد فوات الاوان».

فشوارع وسط البلد تحولت الى ما يشبه مجاري للسيول، بعد ان داهمتها المياه القادمة من الجبال المحيطة محملة بالاتربة والحجارة. وزادت مداهمة المياه لمحال تجارية ودخولها عنوة الى المركبات ما ادى الى تعطلها، من المعاناة الاقتصادية للمواطن والتاجر، الذي يعاني من حالة كساد في التجارة منذ وقت، ليكون السؤال من هو المسؤول؟ ومن سيعوض هؤلاء؟ هل ستكون الحكومة ام شركات التأمين؟ كما هو معمول به في الدول المتحضرة، وبما تفرضه المسؤولية الاخلاقية، التي نستخدمها فقط لاخماد الحرائق التي تندلع بسبب تقصير مؤسسات، أم سيتكبدها المواطن؟

الحالة الجوية لم تستقر بعد، وهنالك توقعات واحتمالية لتساقط ثلوج في بعض المناطق، فهل ستتغير نمطية الاستعداد من «النظرية» الى الاستعداد الحقيقي والواقعي، بما يوازي حجم الضرائب التي يدفعها المواطن، وامال الاردنيين بالوصول الى مرحلة «الثقة» بما تقوله الحكومة ومدى تطبيقه على ارض الواقع.

الرأي