أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة غالانت وبن غفير «يعبثان» بأوراق خطرة… الأردن: ما الرسالة ومتى يعاد «الترقيم»؟ “اخرسي ودعيني أكمل” .. احتدام النقاش بين البرغوثي ومسؤولة إسرائيلية على الهواء (فيديو) العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب الأردنيان حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة هل أعانقها .. ! بقلم م. عبدالرحمن...

هل أعانقها .. ! بقلم م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

10-01-2019 07:53 PM

كان ذلك في العام 2000 عندما توجه "عماد الدين الصفطاوي" والشوق يسابق خطواته من مدينة دبي الاماراتية للقاء عائلته المستقرة في فلسطين وتحديداً في قطاع غزة، وقبل ذلك قام بشراء دمية أعجبته من أحد المتاجر هناك ليهديها لابنته ذات العامين والتي وجد في الدمية شبهاً كبيراً بها، وحتى هنا الأمر طبيعي جداً لكن الغير طبيعي أبداً بل والأقرب إلى الخيال عندما نعرف أن هذه الدمية قضت 18 عاماً في سجون دولة الاحتلال بعد أن تم إعتقال "عماد الدين" بمجرد وصوله للأراضي الفلسطينية بسبب نشاطه في مقاومة الاحتلال قبل توقيع إتفاقية أوسلو في العام 1993، في إنتهاك واضح للاتفاقية التي تقضي بعدم محاكمة أي فلسطيني على أنشطته في المقاومة خلال الفترة التي سبقت توقيع المعاهدة، وفي تأكيد دائم على عدم إحترام دولة الاحتلال لأي عهود أو مواثيق أو حقوق لإنسان أو حيوان أو حتى حجر لا يكون على هواها !
وقد إلتقت "سارة" التي أصبحت اليوم شابة ذات 20 عاماً والدها لأول مرة بعد الافراج عنه في الشهر الماضي، لكنه لم يكن لوحده بل معه الدمية التي إحتفظ بها كل هذه السنوات في أمانات سجون الاحتلال ليهديها لابنته !
وقد تخيلنا "سارة" وهي تسأل نفسها عند رؤية تلك الدمية ترى هل أعانقها ؟ هل أعانق هذه الدمية التي أرى فيها صمود والدي وثباته 18 عاماً وإصراره على تقديمها لي بعد كل هذه السنوات بعاطفة الأب التي لا تعرف الكلل أو الملل أو الخضوع !
وفي قصة أخرى مررنا بمعاناة "ليلى" مع والديها، فقد كانا يخرجان من المنزل معظم الوقت وتبقى هي وحيدة لا يشاركها أحد أوقاتها، حتى ضاقت بهذا الحال وباشتياقها لوالديها بدون فائدة ففكرت في حل لهذا الأمر بعد أن أيقنت أن لا فائدة من الصراخ والبكاء على الأطلال، فجمعت كل ألعابها ذات الملمس الناعم وأصبحت تحتضنها طوال الوقت لتعوض حنان والديها المفقود مما لفت إنتباههم يوما لتخبرهم عند سؤالها أن هذه الدمية هي من تعوض غيابهم عنها، وعندها ندم والديها على إبتعادهم عنها ووعداها بأن يكونا إلى جانبها دائماً بعد ذلك لاحتضانها ومراعاتها ولترتمي "ليلى" في حضن والدتها الدافئ وتذهب في سبات عميق لطالما إشتاقت إليه وشعرت معه بالحنان والأمان.
وفي حقيقة الأمر أننا ونحن نمر بين سطور القصتين السابقتين ونفكر بما نختاره إفتتاحية لمقالاتنا في العام الميلادي الجديد وجدنا صورتين تتجسد أمام أعيننا لمن علمنا كتابة أول خط بالقلم في حياتنا، فلم نجد أفضل من أن نبدأ سطورنا بهمسة في أذن من رحل عن هذه الدنيا بجسده منذ سنوات وبقي يعيش بداخل أرواحنا ومع كل نفس من أنفاسنا، فوالدنا رحمه الله الذي فارقنا في العام 2011 لم يكن يحمل عاطفة أبوة أقل مما حمله والد سارة، ووالدتنا رحمها الله التي فارقتنا في العام 2005 لم يكن حضنها أقل دفئاً من حضن أم ليلى، ولا ننكر أننا فكرنا للحظات أن نفعل كما فعلت "ليلى" لاطفاء بعضاً من شوقنا الدائم للارتماء في حضن والدنا ووالدتنا الدافئ رحمهما الله، فنجمع ما نملك من مقتنيات كانت لهم نرى روحهم فيها لنعانقها كلما إشتقنا لعناقهم، لكننا وجدنا روحنا تقف أمامنا متسائلة: هل أعانقها أم تعانقني وهي تسكن بداخلي وتعانقني صباح مساء !
سيتبقون خلاصة الروح وساكنيها ومقلة العين التي نرى كل جميل من خلالها، تجددون فيها الروح والحياة والعزيمة والأمل والاصرار وسنبقى نجتهد في كل لحظة أن نكون على الدوام وذريتنا من بعدنا محافظين على معانقة شذى عطركم ونقاء ذكراكم وتجديدها ونشرها من خلال أرقى المعاني وأطيب الخصال في كل مكان دائماً باذن الله.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع