عندما تكمم افواه الصحافة ويحجم دورها حتى في ملاحقة الفساد في لقمة طعام المواطن ,وتغلق القنوات الفضائية لاتصالها مع رأي الشارع ,وعندما يصبح المجلس النيابي في واد , والشعب في واد ,اكيد تصبح الديمقراطية مجرد مسرحية دعائية ,و لمتطلب دستوري كما في اتفاقية السلام , وهذا واضح في تهميش رأي الشعب , في جميع ما تم اقراره في مجلس الشعب من اتفاقية السلام , الى قانون الضريبة الحالي , الذي يدل على النهج الوحيد لواجب الحكومة وهو الجباية ,حتى اصبح المواطن يغلق سمعه مجرد سماع قرارات الحكومة في اجتماعها , رغم ان من اهم واجبات الحكومة توفير فرص العمل للمواطنين والخدمات الصحية والتعليمية , والكل يعلم مستوى الخدمات الصحية , والتعليمية ,التي اصبح القطاع الخاص يلعب الدور الاساسي في توفيرها للمواطن على حساب ميزانية حياته الاساسية ,التي اصبحت مدينة لبنوك الاقراض وغيرهم...............
اقرار قانون الضريبة سيضع الحكومة في مواجهة تقصيرها في واجباتها ,التي كان المواطن يتحمل اعبائها,وذلك من خلال ادنى درجات التكافل الاسري في تعليم الابناء ,سواء في المرحلة الدراسية ,او الجامعية ,وكذلك تكافل الانفاق على الابناء العاطلين عن العمل ,والبطالة المبطنة نتيجة الاجور المتدنية , والركود الاقتصادي ,فكنا دائما تحذر من اعداد العاطلين عن العمل,فلن يستطيع المواطن ضمن هذا القانون ,ومقداره الحد الاعلى المعفي من الضريبة ,كون هذا الحد يشمله الكثير من الضرائب مثل ضريبة المحروقات المباشرة ,والتي على فاتورة الكهرباء ,,وضريبة المبيعات ,ضرائب الخدمات التي من المفترض ان تغطيها الضرائب ,عداك عن الضرائب التي تحصلها الامانة والبلديات ......
اقرار قانون الضرائب سيضع الحكومة في تناقضها مع ما تعلنه في جدية تشجيع الاستثمار,المحارب اساسا باحتكاره من الطبقة البرجوازية الناتجة من خلل تنفذها ,وغياب محاسبتها...........
ما يلزمنا هي الديمقراطية الحقيقية ,فهي بمثابة العصب الذي يقوم عليه هيكل الدولة , واستدامة استقرارها,الذي بات الشعب يحرص عليه , اكثر من الحكومة,الديمقراطية تحتوي فكر الجيل الصاعد الذي يختلف عن اجيال اسلافه ,فبالديمقراطية يتحقق العدل ,ودولة المؤسسات ,وتحرس الوطن من عبث الداخل للمصالح الشخصية , والخارج الناتج عن العبث الداخلي ,الديمقراطية تحقق اصلاح السياسة الاقتصادية ......
مسرحية الديمقراطية,هي ما نشاهده من ازمات ,يتحمل مسؤوليتها النواب الذين اجادوا ادوارهم سواء في حفظ نصوص معديها , او في تمثيل اخراجها ..........
د. زيد سعد ابو جسار