لفتة تربويّة تستحق الثـناء

فاطمة الظاهر - مطالبات متكررة لأولياء أمور طلاب وطالبات الكثير من المدارس بضرورة وضع مطبات أمام المدارس حرصا على سلامة الطلاب والطالبات من قائدي السيارات الذين يقودون سياراتهم بتهور وسرعات عالية أمام المدارس ، الا أنه لم يتم تلبية هذا النداء أمام العديد من المدارس حتى الآن ، وان تم ذلك فإنه يتم أحيانا تخليدا لذكرى حادثة أليمة بعد فوات الأوان ..
من الضرورة وضع المطبات أمام المدارس، وعدم استثناء أي مدرسة مهما كان موقعها سواء على شارع رئيسي أو حي سكني أم غير ذلك وذلك لإجبار قائدي السيارات بتخفيف السرعة خصوصا تلك التي يقودها مراهقون وشباب طائشون ، فالمطبات وسيلة هامة للحفاظ على حياة الطلبة أثناء عبورهم الطريق صباحا وبعد مغادرة الصرح المدرسي وإعطاء الطلاب مجالاً كافيا لعبور الشارع.
حيث يشكل بعض الشباب المتهورين خطراً على الطلاب، أثناء خروجهم من المدرسة، خاصة وأن بعضهم يقطع الشارع المقابل لبوابة المدرسة، والذي تشجع مساحته الواسعة بعض الشباب على السرعة أثناء السير فيه.
فغالباً ما تؤدي حوادث دهس أطفال المدارس إلى وفاتهم ونسمع كثيرا في الأخبار عبر شاشة التلفاز والمواقع الإخبارية والصحف عن حوادث أليمة يذهب ضحيتها أبرياء في عمر الزهور، وغدت هذه الحوادث مشكلة تؤرق كل أسرة.
وأحيانا حين يتم تقديم الشكاوى المتكررة للجهات المختصة بضرورة تنفيذ وضع المطب بأسرع وقت يتم تجاهل هذه الشكاوى ويضطر بعض الأفراد لتنفيذ ذلك من تلقاء أنفسهم دون الرجوع للجهة المعنية لأنهم على يقين بأن ذلك قد يستغرق سنين انتظار رغم عدد الشكاوى المقدمة إزاء ذلك ، فيقوم بعض المواطنين تفاديا لحدوث الكوارث وحماية أبناءهم بوضع مطبات إسمنتية و غير ذلك أمام الشوارع المقابلة لمنازلهم وأماكن تواجد السيارات المتهورة ، و في الشوارع الرئيسية و بين المنشآت السكنية والمدارس والمساجد وعلى تقاطعات الشوارع المحيطة بهذه المنشآت.
لا ننكر أن بعض الطلاب يحتاجون إلى توعية من آبائهم في المنزل والمدرسة بضرورة تعليمهم أساليب قطع الشارع إلا أن ذلك لا يمنع من تكثيف جهود الجهات المعنية بضرورة تنفيذ حملة وضع مطبات أمام جميع المدارس دون استثناء ، واستحداث نظام إجباري لمـدراء المـدارس بـوضع خطـة للحفاظ على سلامة الطلاب داخل وخارج المدرسة.
الكثير من أولياء الأمور يعانون من مرور المركبات أمام مدارس أبنائهم بشكل سريع مما يعرض حياتهم وحياة أبنائهم الطلاب إلى مخاطر الحوادث المرورية في ظل غياب المطبات في تلك المواقع خاصة التي تشهد كثافة عالية للمركبات أوقات الذروة.
الأمر الذي يستلزم تفقد كل المواقع الهامة عند المدارس بشكل عام وعمل المطبات اللازمة حفاظا على الأرواح العامة للتقليل من حوادث الدهس التي قد يتعرض لها الطلاب أثناء عبورهم.
وإزاء هذا الأمر لفت نظري مدير عام إحدى المدارس في عمان، المدرسة التي تستحق فعلا ذكر اسمها " مدرسة ينابيع الربيع الإسلامية النموذجية " ، حيث يقوم مديرها شخصيا بالوقوف أمام المدرسة يوميا صباحا و بعد مغادرة الطلاب للمدرسة لمساعدة الطلبة في قطع الشارع بأمان وعبورهم التقاطعات المجاورة للمدرسة بسلام وتوصيل الطلبة الصغار إلى أقرب مكان ممكن لمنازلهم ويُكلّف يوميا معه موظفين وموظفات من طاقم المدرسة للوقوف مع الطلبة خارج أسوار المدرسة أثناء مغادرتهم الصرح المدرسي ليصلوا أهاليهم بأمان ،هذه لفتة تربوية رائعة تستحق الذكر والثناء لتكون نموذجا يُقـْتـَدى به ..
رغم كل المطالبات والشكاوى المقدمة من أهالي المنطقة وأولياء الأمور للجهات المعنية بضرورة تنفيذ المطبات أمام هذه المدرسة والتي لم تُنفذ حتى الآن ،، إلا أن المدرسة تولي هذا الأمر كل الاهتمام بمراقبة الطلبة أثناء بداية الدوام ونهايته وتخصص أشخاصا يوفرون للطلبة جو الأمان حتى في الشوارع المحيطة بها ليعود الطالب لأهله بأحسن حال .