فاطمة الظاهر - آلاف من المتقدمين للوظائف في ديوان الخدمة المدنية لا زالوا على قوائم الانتظار ، سنين طويلة وهم يترقبون ترتيبهم التنافسي على أمل أن يخجل هذا الرقم من نفسه وينزل على الأقل درجة أو درجتين .. هل من المعقول أن يتخرج آلاف من الشباب والشابات ويصلون لمرحلة الشيخوخة و ترتيبهم التنافسي ما زال على حاله ؟؟
نرى في الصحف والمواقع الإخبارية بين الحين والآخر تعيين آلاف الأسماء المدعوين لامتحانات تنافسية منهم من يتم تعيينه ومنهم من لا يحالفه الحظ ويبقى على قائمة الانتظار وأسماء أخرى ما زالت تراوح مكانها ،، شهادات تُعلق على الحائط زينة وافتخارا بهذا الانجاز ومصير هذه الشهادة مغلف في برواز لا أكثر ومنهم أصبحت شهاداتهم حبر على ورق و ربما زال الحبر على مرّ السنين ومنهم من نَفَذَ بريشه وهاجر للعمل للخارج وأدرك أن شهادته مكانها في بلد آخر ومنهم من دفن هذه الكرتونة بين مجموعة الأوراق غير الهامة ،، آلاف مؤلفة يئسوا من الانتظار و أدركوا أن الترتيب التنافسي في ديوان الخدمة لا يسمن ولا يغني من جوع .. .
نقرأ بين الحين والآخر في الصحف والمواقع الإخبارية تلك الآليات وأساليب التطوير الجديدة في أسس التوظيف والتعيين وغيرها إلا أن هذا أمر غير ملموس على أرض الواقع .
آلاف من الخريجين والخريجات تقدموا بطلبات توظيف لديوان الخدمة منذ سنوات ولم يتم تعيينهم إلى الآن بالرغم من نجاح البعض في الامتحانات التنافسية و آلاف من العاطلين عن العمل ما زالوا يحلمون بفرصة عمل والأمل لديهم ما زال موجود ويظنون أن في هذا الرقم الذي حصلوا عليه في الترتيب التنافسي هو بصيص أمل ،ومنهم من يلجأ لوساطة المسئولين الحاليين أو السابقين ويحصلون فعلا على فرصتهم في الوظيفة بمجرد تخرجهم لأنه لهم ظهر وسند في هذه المؤسسة أو غيرها هذا حين نرى أن هناك مجموعة كبيرة وأسماء من عائلة معينة تم تعيينها دفعة واحدة ربما لأن لهم مسؤول مهم من نفس العائلة ساندهم أو ربما كان ذلك محض صدفة من باب حسن النية .
آلاف من الأهالي هجرهم أبناءهم نتيجة عدم حصولهم على وظيفة في بلدهم و أدركوا أن عمرهم سيضيع لو علقوا آمالهم ومستقبلهم على فرصة شبه مستحيلة إن صح التعبير .
ومنهم من يتابع قراءة ومشاهدة إعلانات فرص العمل باستمرار في الصحف و التلفزة ويترقبون فرصة الحصول على وظيفة...
ألوف مؤلفة من الأسماء والأرقام على قوائم ديوان الخدمة المدنية جامدة لا حراك فيها،، و يظل الشباب والفتيات قلقون على مستقبلهم وربما سيصلون لمرحلة الشيخوخة وهم بانتظار فرصة التعيين و يجب دراسة واقعهم، والبحث جدياً بوسيلة تحد من فكرة الهجرة ومغادرة البلاد بحثا عن فرص العمل ، وإيلاء الاهتمام لهذه الشهادات العلمية والكوادر الشبابية، بتأمين العمل لهم فهم أفنوا سنوات طويلة من أعمارهم في الدراسة والتحصيل العلمي، ولا يزالون ينتظرون الفرج معلقين آمالهم على بصيص أمل يترقبون رقمهم الذي لا يتحرك منذ سنين طويلة.. وإن لم تكن هناك وسائل وآليات حقيقية بتوفير الوظائف ،، على الأقل أن يضع الديوان خطة جديدة من ضمن خططه الورقية وهي توريث رقم الترتيب التنافسي للأبناء والأحفاد فإن لم يستفيد منه طالب الوظيفة في حياته على الأقل يَرِثه أحد أبنائه أو أحفاده من بعده ، هكذا لن يضيع تعبه هباءً منثورا ..