الوقاية خير من العلاج ؛ وفي السياسة هي الابتعاد عن تحمل المسؤولية لأنني بلغتك والله يشهد ، والمشهد الحقيقي لما حدث ليلة الخميس على الجمعة أن الحكومة احكمت سيطرتها على تفاصيل ما يجري ، وتوقف المواطن عن لعب دور الصحفي .
والتغطية الاعلامية المباشرة لقناة المملكة اظهرت جزءا كان خفيا على المواطن عن دور الجهات الأمنية وهي تعمل من ارض ، وكانت نهاية المشهد ان الحكومة تستحق الثناء على دورها في ادارة ازمة الوالة والبتراء ، واطلعت المواطن على واقع حال الكارثة .
وفي زاوية المشهد الحكومي برزت صورة للحكومة وهي تدير الأزمة دون أي تكلف أو استعراض مما ابعدها عن النقد الشعبي والاعلامي ، ويبقى السر في الصورة التي سمح بتسريبها لوسائل الاعلام للرئيس والناطق باسم الحكومة ووزير الداخلية ، وهو سر يؤكد على الدور الجديد للاعلام الرسمي والمتمثل بالاعلامي الممارس للمهنة .
وجاءت صور البث المباشر لرجال الدفاع المدني وهم يغرقون لركبهم في الطمي ، ورجال الجيش وهم يطلقون طلقات الانارة الليلية ، واستمرار عملية البحث لطائرات الجيش وسلاح الجو ، كل تلك الصور جعلت من المشهد أكثر قربا لعقل المواطن من عواطفه التي ترفض تصديق الحكومة ، واخيرا لابد من ختمها بجملة " أكشن مرة ثانية " ونحجت الحكومة في الأكشن الثاني بجدارة ، وهي قصة صورة ثابته ومتحركة تم السيطرة على بثها بحرفية .