أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أنس العوضات يجري جراحة ناجحة "العالم الأكثر خطورة" .. سوناك: المملكة المتحدة تعتزم زيادة إنفاقها العسكري الملك يمنح أمير الكويت أرفع وسام مدني بالأردن "هزيلا وشاحبا" .. هكذا بدا عمر عساف بعد6 أشهر في سجون الاحتلال صاحب نظرية "المسخرة": نريدها حربا دينية ضد العرب والمسلمين نيوورك تايمز: "إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من الحرب على غزة" الملك وأمير الكويت يترأسان جلسة مباحثات رسمية في قصر بسمان الأردن الـ 99 عالميا على مؤشر الرفاهية العالمي وزيرة النقل: نطمح في تنفيذ مشاريع لتعزيز مفهوم النقل الأخضر في الموانئ والمطارات لبنان: شهيدتان و4 جرحى بغارة إسرائيلية بالصور .. حادث سير على مدخل نفق خلدا أبو عبيدة: العدو عالق في رمال غزة ولن يحصد إلا الخزي والهزيمة سيناتور اميركي: طفح الكيل أونروا: أكثر من مليون شخص فقدوا منازلهم بغزة وزيرة التنمية تشارك في اجتماع حول السياسة الوطنية لرعاية الطفل العالمية للأرصاد الجوية: آسيا أكثر المناطق تضررا من الكوارث المناخية العام الماضي الأردن: لا نستطيع تقديم خدمات توقفت منظمات عن تقديمها للاجئين السوريين البنك المركزي يعمم بشأن عطلة البنوك في يوم العمال الملك وولي العهد يستقبلان أمير الكويت بزيارة تستمر يومين إسرائيل تأمر بعمليات إخلاء جديدة بشمال غزة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة رِضَا النَّاس غَايَة لَا تُدْرَك

رِضَا النَّاس غَايَة لَا تُدْرَك

26-10-2018 06:10 PM

بقلم : فاطمة الظـاهـر - نعيش في هذا العالم المتزاحم بالأعمال والعلاقات والأشخاص ، وتمر الأيام ونحن منشغلون بأعباء الحياة وظروفها بين العمل والدراسة وتربية الأولاد ، نتعرض للأزمات ونتخطاها ثم نمر بغيرها ونتخطاها ، نذهب للعمل وعقلنا مشوش بالتفكير في أعمال المنزل وضغط العمل والأولاد ومشاحنات مع هذا وذاك ، ويأتي آخر الليل ننام ونحن نفكر فيما تعرضنا له وربما تلحقنا الأزمات في المنام أيضا ، نستيقظ على عجالةٍ لنمارس باقي أعمال اليوم لتتراكم أفكار كثيرة كلها فوق بعض إلى يمتلئ بئر تفكيرنا بالماء العكر ويفيض مرة واحدة عبر ضغط نفسي أو وعكة صحية نتيجة لتأثيرات نفسية قبل أن تكون عضوية ...أحيانا نهرب من هذه الضغوطات ونشرع في التخطيط لرحلة ترفيهية مع الأهل أو الأصدقاء للترفيه عن أنفسنا قد لا نشعر فيها بالمتعة فنحن حتى هذه اللحظة منشغلين بالتفكير بالأمور التي تعكر صفونا ونظن أننا خرجنا للترفيه إلا أن ذلك لم يحصل بالفعل ...هناك جزء مفقود في سلسلة حلقات حياتنا جزء منسيّ لا نعي أهميته أو لم يخطر ببالنا التفكير فيه ، وفيها تكمن ذروة التأزم ، هذه الحلقة المفقودة لو نظرنا فيها مليّا وتأملناها بما يكفي ، لصارت حياتنا أسهل ، لأصبح فيها معنى الحياة أجمل ، كنت أظن حتى هذه اللحظة أن الحياة تستقيم بوجود العلاقات الجيدة مع الآخرين ، وأن السعادة تأتي حين تخلو من الأزمات بشتى أنواعها ،، إلا أنني لم أكن أعي أن السعادة ليست كذلك .. إلى أن شاركت في تدريب تمكين الذات بمركز الملكة رانيا و الذي حاضَرت فيه الأستاذة وسام زعتر من مؤسسة نهر الأردن ، تدريب جعلني أهتدي إلى ذروة التأزم في حياتنا وهي " أنا " جميعنا نستخدم هذا اللفظ في غير محله حين نعبر عن أنفسنا وفي صِيَغ مخاطباتنا مع الآخرين كلمة صغيرة من ثلاثة حروف تحوي في مضمونها معنى الكون بأكمله ..كنت أظن أنني حين أقول "أنا" واستعملها كثيرا في كلامي فهي تنمّ عن تكبر واستعلاء وهذا ما يفسره الآخرون ، إلا إنني كنت مخطئة في هذا .. أصبحت أدرك أن كلمة أنا يجب أن تكون الكلمة الأولى في أولويات حياتنا لأن فيها تستقيم الحياة إن وضعناها في مكانها الصحيح ... الأستاذة وسام زعتر في هذا التدريب ذكرت أن قيمة " الأنا " هي كلمة تستعمل في صقل البذور الجيدة في الشخصية وإزالة الأعشاب الضارة منها وسقاية البذور الايجابية في الشخصية لما لها من فوائد عظيمة في علاقاتنا، لأننا حين نعرف أين نحن ومن أنا ومكاني في الحياة ، سنحصل على علاقات ايجابية مع الآخرين .. نعم ، لقد توصلت لقناعة أن "أنا" هي كلمة مكملة لغيري ، أنا تجعلني سعيدة مع غيري ، ومتوافقة مع نحن وهم وهنّ وأولئك وهؤلاء ...وحين أعرف من أنا سأَسْتـَقـيـم مع باقي الضمائر ، فكل منها مكمل للآخر ، رضاي عن نفسي وذاتي سيجعلني أكثر رضا عن الآخرين و إن لم أكن راضية عن ذاتي من المُحال أن أحقق ذلك مع الآخرين ..كل ذلك لن يتحقق حين تكون نفسي غريبة عني ، فحين نذهب في هذه الرحلة الترفيهية مع معارفنا بقصد الترويح عن أنفسنا ، نذهب ونعود وما زلنا نشعر بالاغتراب ، وربما نفشل حتى أثناء الرحلة بتحقيق التقارب ، لكن إن تأملنا جيدا في هذا الكون الذي أوجدني فيه وعلاقته في شخصيتي ومن " أنا " ، من المؤكد أننا سنحصل على إجابات لم تكن بالحسبان ، فأنا جزء من هذا الكون لا يمكن إهماله ، ومثلما تحتاج الطبيعة والأشجار للعناية والاهتمام لنستمتع بها أثناء النظر إليها ، أنا أيضا احتاج للاهتمام بنفسي لأصبح أكثر رضا وسعادة ، فسعادتي تحقق ذلك لغيري ، فإن لم أكن كذلك ، سَيَراني الآخرون كذلك ..فرضاي عن نفسي أولاً أهم من رضا الآخرين عني و كما يُقال : إرضاء الناس غاية لا تُدرك ...أستطيع القول أن علاقتي الايجابية مع نفسي أولا ، ستحقق لي ذلك بكل العلاقات ، وما سأُغـَيّره في نفسي سيؤثر بمن حولي ، من أصعب الأمور أن يبحث الشخص في نفسه فهي عملية قد تستغرق أياما وعند البعض شهورا وسنين أو العمر كله ، إلا أنه مهما كانت الفترة الزمنية قصيرة أو طويلة ، فالأهم أن أعرف كيف أسير وأين أسير وماذا أريد من هذا السير ، كل هذا سيقلل من المدة والمسافة المقطوعة .. الاغتراب عن الذات أكثر أزمة نواجهها في حياتنا ، بسببها تفشل العلاقات وتزداد تعقيدا ، وتجعلنا في الحياة سلبيّين نهرب من مشاكلنا بدلا من مواجهتها وتخطيها ،، فالجبل ليس من السهل تسلّقه حين يكون معلقا مليئا بالصخور والأشواك وحين أجهل نفسي سأبقى واقفة مكاني أنظر فقط للأعلى أحسب المسافة والمدة مترددة ً بالصعود ، لكن حين أهتدي لنفسي وأحدد هدفي برؤية واضحة ورسالة محددة سأتسلق حتما دون خوف ، أقطف الأزهار أثناء الصعود وأتخطى الصخور والأشواك ، فالأزهار ستُعطيني قوة لتحمل العناء ، العوالِق والصخور ستعلمني تجاوز الأزمات لأحصل على ما أريد ، فهنيئا لكن من يعرف نفسه جيدا ، ومن تعطيه المصاعب قوة لا ضعفا ..





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع