أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مؤقتة لتركيب جسر مشاة على طريق المطار فجر السبت وزير البيئة يطلع على المخطط الشمولي في عجلون الحنيطي يستقبل مندوب المملكة المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية يديعوت أحرونوت: نتنياهو سيرسل وفدا لواشنطن للتباحث بشأن رفح إزالة اعتداءات جديدة على قناة الملك عبد الله الربط الكهربائي الأردني- العراقي يدخل الخدمة السبت المقبل نحو 8 مليارات دقيقة مدة مكالمات الأردنيين في 3 أشهر إصابة جنود إسرائيليين غرب خان يونس عملية جراحية نوعية في مستشفى الملك المؤسس ديوان المحاسبة يشارك بمنتدى النزاهة ومكافحة الفساد في باريس غرف الصناعة تطالب باشتراط إسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات الملكية الأردنية ترعى يوم في موائد الرحمن مع تكية أم علي أبوالسعود: أستراليا مستمرة في التعاون مع الأردن بالمياه والصرف الصحي هيئة تنظيم الاتصالات تنشر تقريرها الإحصائي حول مؤشرات قطاع الاتصالات للربع الرابع من العام 2023 الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين 90 ألف زائر للجناح الأردني بإكسبو الدوحة الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة شخصيات خرافية جعلوا منها أسطورة !

شخصيات خرافية جعلوا منها أسطورة !

25-10-2018 01:03 AM

يلعب الإعلام في هذا الزمان دورا كبيرا في تعظيم شخصيات عادية ليصنع لها تاريخا باهتا ، وهي بالأساس لم تقدم في حياتها شيئا فعليا وملموسا للوطن يستند عليه التاريخ عند تدوين أسمائها ،، وبالمقابل هناك كثير من النشامى من ابناء الوطن قد تقاعدوا من مواقعهم المشرّفة بعد مسيرة كفاح طويلة حافلة بالمجد والعزة والكرامة ، أو أبطال ميامين قضوا شهداء فداء لعروبتهم ووطنهم من غير أن تُقام لهم جنازات أو حفلات تأبين تليق بتضحياتهم بأرواحهم من أجل الوطن وكرامة الأمة .

وما دفعني لكتابة هذا المقال أنّ بعضا من الكتّاب والصحفيين الأردنيين والعرب يستغرقون أحيانا في مديحهم لأشخاص عاديين عند وفاتهم ، في حين لم نقرأ لهم يوما إشادة بجندي شهيد افتدى روحه دفاعا عن ثرى الأردن وأمنه واستقراره ، ولم نقرأ لهم كذلك رثاء لأبطال الكرامة وبواسل الجيش العربي الاردني الذين سقطوا على أسوار القدس وفي اللطرون وباب الواد ونابلس والخليل دفاعا عن الثرى الفلسطيني .

وأذكر بالمناسبة أنه قبل عدة سنوات شيّع الآف الأردنيين أحد الأشخاص المحسوبين على الاعلام ، أقيمت له جنازة لافتة بالحضور المصطنع ، ضمّت شخصيات تقلدت مناصب رفيعة في الدولة ، ومنهم لا زالوا في مواقع المسئولية ، وبعد الوفاة جرى له حفل تأبين اشتمل على كلمات رثائية في المرحوم ، الذي كما عرفناه في سجلّه الأردني لم يُقدم في حياته شيئا مفيدا للوطن ، بل إن الوطن لم يسلم في زمن سابق من بذاءاته خاصة في بداية الربيع العربي ، حين سخّر إحدى القنوات الفضائية للإساءة للأردن والتحريض ضده ، واصفا رجال الأمن الأردني عند دوار الداخلية بأتباع النظام والأشخاص المعتصمين هناك بالثوار ، ولولا رجال الشرطة الذين حموه وباعدوا بينه وبين الشباب الغيورين على سمعة وكرامة الأردن لداسه أبناء الوطن تحت أقدامهم ، كما أن كثيرا من الأردنيين المشيّعين لجنازته يعرفون للأسف أنه كانت له في حياته خلوات مشبوهة تجمع كلّ أنواع الرذيلة والحرام .
وبقدرة قادر انبرى كثير من كتّاب الصحف والمواقع الالكترونية يُمجّدون تلك الشخصية الهزيلة يوم وفاته ويوم دفنه ويوم تأبينه ، ويصفونه بالإعلامي المعجزة ، وتذكرتُ موقفا حين شاهدته في ساعة متأخرة في ليلة ماجنة وهو يترنح يمينا وشمالا بسبب زيادة العيار من المشروب ، فقام أحد أفراد شلّته بنقله الى بيته وهو مبلول بالنجاسة ،، ويوم مماته إستمعتُ لإحدى المذيعات على قناة فضائية ترثيه بعبارات حزينة ومؤثرة ، ودموعها تذرف بغزارة من شدة الحزن على ألم فراقه ، عبارات لم نسمعها من قبل عن شهداء الاردن وفلسطين والأمة العربية ، ولا عن حابس المجالي الذي قتل 600 جندي اسرائيلي في إحدى معارك الجيش الأردني مع العدو الصهيوني ، ولو لم أعرف سيرة ذلك المرحوم لبكيتُ عليه مع المذيعة وهي تنحبُ بحرقة شديدة وتسهب الحديث عن صولاته وجولاته ومقابلاته الصحفية مع عدد من المسئولين العرب ، ولو لم أعرفه جيدا حين كان يشتم الاردن على فضائية عربية معروفة ، لأنبّتُ ضميري لعدم مشاركتي في جنازته التي غصّت بالكثير من الشخصيات الاعلامية والسياسية التي نعرفها ونشاهدها دوما على الشاشات المحلية .
وإن كانت الرحمة لا تجوز الا على الميت ، فقد كان ذاك المندوب الاعلامي يُقحم نفسه في العديد من القضايا الساخنة على الساحة الأردنية ، ويحثّ الناس على التمرّد والتغيير والتحدي لقيادة وأمن البلد ، كما كان يهوى بطبعه الصيد في الماء العكر والبحث عن كلّ ما يسيئ للأردن ، إنه فقط مناضل الشاشة البيضاء والفيسبوك ، لكننا لم نشاهده يوماً في ساحة النضال الحقيقية ، بل كان يقضي لياليه الحمراء قبل أن يفتك به المرض ثملا مخمورا ، يجهله الكثير من المخدوعين بشخصيته ، ولا يعرفه إلّا قلة من الناس أنّ كلّ تسجيلاته وتقاريره المتلفزة كانت مجرد سعي وراء شهرة ساقطة على حساب الوطن الذي أغدق عليه المال وجعله من الحاشية القريبة .
إنني أتساءل دائماً عن ذاك الشخص ، أين هو داخل عالمنا الذي نعيشه ؟ أين هي مواقفه الوطنية وانجازاته الملموسة على صعيد الوطن الذي تكفّل بمرضه في سنواته الأخيرة وصرف عليه الكثير في المشافي الأجنبية ؟ أين حقيقة تلك المدائح التي نسجها له بعضُ الكتاب والصحفيين عند وفاته ويوم تأبينه عندما رسموا منه شخصية إعلامية نادرة في هذا العصر ، وهو في الحقيقة شخصية وهمية لا بل خرافية .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع