أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ارتفاع أسعار النفط في التعاملات المبكرة اجتماع لمجلس الأمن بشأن فلسطين اليوم شهيدان وجرحى في غارة للاحتلال بجنوب لبنان أردني ينهي حياة شقيقه لأجل 10 دنانير! موجة غبار قادمة من مصر إلى العقبة صحيفة: إسرائيل أغضبت أميركا بسبب قصف قنصلية إيران أسعار الأغذية بالأردن ارتفعت للشهر التاسع على التوالي الاحتلال يعترف بعدد إصابات جنوده منذ بدء الطوفان قطر بصدد تقييم دورها في الوساطة بين الإحتلال وحماس اعلام القوات المسلحة .. سنّة حسنة وممارسة فُضلى الصفدي: سكان غزة يتضورون جوعاً بسبب الممارسات الإسرائيلية تنبيه من ارتفاع نسب الغبار في أجواء الأردن الخميس 4 شروط لقبول اسم ورمز القائمة الحزبية بالانتخابات النيابية مفوض “أونروا”: الهجوم ضد الوكالة هدفه تجريد اللاجئين الفلسطينيين من صفة اللجوء "أكسيوس”:”إسرائيل” بحثت توجيه ضربة لإيران الاثنين لكنها أجلتها الأردن .. فتيات قاصرات يقمن بابتزاز الشباب بإشراف من أهلهن (فيديو) الشرفات : على الدولة ان تأخذ بأدواتها القضائية حيال الممارسات التي تعمل على تجيّش الشارع إعلام غزة: 520 شهيدا في اقتحام الاحتلال لمخيم النصيرات حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية أبو السمن يوجه بدراسة مطالب المستثمرين في منطقة البحاث
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة فيصل الفايز يعلق جرسا ويقرع اضاءه على المشهد في...

فيصل الفايز يعلق جرسا ويقرع اضاءه على المشهد في الاردن

15-10-2018 11:04 PM

كتب الدكتور سمير محمد أيوب - بين الشركاء في المواطنة ، قضايا أساسيةٌ وأخرى فرعية . تستدعي التبصر بشكل مستدام . بعض ما يجري في ظلال الوطن من ممارسات ، وما يجري من إرتدادات عليها ، تثير التوجع والقلق . وسوف تظل كذلك ، ما لم يتمالك كلُّ أطرافها ، أعصابَهم وإراداتهم . أقلُّ مِنْ ذلك ، جدلٌ عقيمٌ يُداري وقائعَ ولا يُداوي عِلَل . فالتوهم أو الظن ، بِأنَّ هناك مَواطِنٌ ، تَنامُ في المساء عامرةً ، وتستيقط في الصباح ، فإذا بها مازومةً مهمومة ، تبسيطٌ مُخِلٌّ مُمِلٌّ للأمور .
لإحداث تغييرات إيجابية سَلِسَة ، تتحرك بخطى واثقة ، نحو مستقبلٍ أفضل لكل المواطنين ، هناك مسؤولية كبيرة ، تقع على عاتق كلِّ قادرٍعلى التدبر في الأردن . للمشاركة في جهد جمعي مخلص ، كاشفٍ للواقع ، وللمُمْسِكين بمفاتيح أبوابه ، وتفسير وقائعه . وفي حكمة ، رسمَ برامج التغيير المرتجاة ، وقواه وآلياته ومواقيته . وليس أشد إثارة للمَللِ والضباب ، في هكذا محاولات ، من هؤلاء الذين ينسبون جُلَّ المشاكل إلى مؤامرات الآخر وأوهام العصمة وأبالسة التآمر . وهنا يصعب تبرئة أحد من ذلك .
أجد قبل الإستطراد ، مُناسبا التذكير:
أولا - بأن الأوطان لا تقوم وفق مزاج أحد . ولا تتعزز ، إلا وفق ضرورات وإحتياجات ومطالب ووسائل ، تتسع لأحلام ولأوهام مواطنيه .
ثانيا - يتوزع أبناء كل وطن ، على منظومات قوى متشابكة ، لها أفهامٌ وقيم وتوقعات ، تختلط في كل معارج الوطن ، بالمصالح الشخصية . تتربص ببعضها علنا وسرا ، وترتطم ببعضها إقتناعا وقسرا ، في سباقات الأجندة الفئوية ، بسرعاتٍ وحِدَّةٍ ، تضبطها توقعات العقل وتهويمات الوهم .
ثالثا - أن مشاريع الدول ، لا جغرافيا المَواطِنْ ، ومنها الأردن بالتأكيد ، لا تنشأ ولا تكبر ولا تقوى ، بتلقائية عفوية . وإنما بجهود قصدية كبيرة . تتولى ركوب الصعاب . ويتم إجتيازها ، بتراكم التصميم والهندسة وبناء القدرة ، وتوجيه حركة الرايات الفرعية . ويتم بين وقت وآخر ، إعادة صياغة مضامين تلك الرايات ، وفقا للجديد من الضرورات ، وخلافا لسفاهات وشهوات الوهم ، حتى وإن نطق شاكيا باكيا .
رابعا - تعزيز الإتساق بين كل المواطنين ، ليس ترفا ، بل ضرورة ، في ظل المخاطر المصيرية ، ألتي باتت على تماس مع التركيبة السكانية ، وجغرافيا الوطن في الأردن .
يتأكد من راهن الوقائع كل يوم ، أن بعض الشذوذ أو الإستثناءات ما عادت تتوافق مع حقوق وواجبات المواطنة المعاصرة . ولا مع ما تحتاجه من فكر ومؤسسات تؤطّر حركتها وترشد عملها. ويقود وسائلها في التجسيد . وهنا تتّضح المسؤوليّة المشتركة . فلا أحد مَعفيّ ، ولا أحد بَراء ، من مسؤوليّة ما يجري في الواقع ، وما قد يجري في المستقبل . ألكل هنا مسؤول .
كانت أوراق الملك النقاشية السبع ، نقلة محورية على طريق بناء دولة عصرية . ولكن لأسباب كغيري أجهلها ، لم تنل حقها من العناية المعمقة ، بل بقيت تتقدم خطوة هُنا ، وتتراجع خطوات هناك . مما أبقاها حائرةً بين إقْدامٍ شكلي وإحجامٍ فِعلي . حتى قرر السيد فيصل الفايز ، أن يأخذ في يده بزمام المبادرة . فأمسك بذكاء ملحوظ ، في الوقت المواتي ، ببعض مضامين تلك الأوراق الملكية . وفي مقابلتة الأشهر، مع قناة روسيا اليوم ، قرع جرسا من أجراس تلك الأوراق ، مسلِّطا عليها كواشفَ الضوء .
دون الدخول في التفاصيل المتشعبة ، فيما ورد في الأوراق من أفكار ، وفيما كشف الفايز منها ، فقد جاءت دعوات الملك في خطاب العرش في البرلمان منذ أيام قليلة ، تطورا بالغا في تعزيز الأهمية والحساسية ، لما سبق وأن جاء في تلك الأوراق ، ولِما تحدث عنه الفايز .
في البداية ، كانت تلك الأوراق بوابة للتدبر العام ، ما لبث الفايز وهو متحسبٌ لجنوحِ مشاعر البعض وقلقه ، أن أخذ عبر حديثه الجسورعنها ، زمام المبادرة في تقريبها ، إلى بؤرالتاثير والضغط العلني ، وأدخلها عبرأوسع العتبات ، مقتحما بها خرائط الحوار الوطني المحتدم ، والذي يعاد تشكيله ، بعيدا عن جنوح مدافع الردح وطبول التسحيج .
الأرتطامات والصراعات الداخلية الحالية ، في ركن أساس من أركانها ، صراعات أفكار لقوى ولمصالح على المستقبل . الإرتطام في ظلالها ، أخطر من أن يُترك لعوائق عصبية ، أو نزق شتاَّم ، أو فورات شكَّاكٍ غاضب ، يكيل تهم الكَيْفَماكان . كلُّ الإرتطامات ، مهما بلغت كفاءة راعيها أو ضجيج قوَّته ، هي في طبائعها ومحصلة قِواها ، عوائقَ عاجزة ، لا تُحسنُ ولا تَقدِر على بناء البدائل . بل تُمعنُ في قطع الأنفاس وفي تضييع الفرص .
تكمن المشكلة المعاصرة لفيصل الفايز ، إبن القبيلة غير المحجوب عن عشائريته ، في أنّه مركز تقاطع لكثير من المشاعر الإيجابية ، والأهداف الجمعية ، والأحلام الوطنية ، والتحركات الشعبية . سواقي فكرية خصبة ، وينابيع متدفقة لعناصر القوة المعنوية والمادية ، تصب كلها في أطره ، على أسس وطنية ، لا على أسس فئوية ضيقة .
لكن لسوء حظ الفايز ، فإن الكثير من التحشيد غير البرئ ، أدّى بالتسحيج الجاهلي المعاصر ، والطخ العشوائي ، إلى إختناقات في فهم ما قال ، وإلى الإساءة لِما قيل . وهنا تكمن معضلةٌ كل محاولة مخلصة ، للتحرك خارج الصناديق السّود ، والدوائر المغلقة . حتى لو كانت قاطرة التحرك ، بقيادة قامة وطنية وعشائرية ورسمية ، بوضوح وحجم وفعالية ، فيصل الفايز .
ولكن ، رغم حجم الضجيج ومضامينه ، هناك وميض أمل للعاملين بمنهجية واضحة ، من أجل إستمرار العمل المتراكم ، لتغيير سلمي إيجابي ، في كل الإتجاهات ، إذ لا يجوز التقاعس أمام الإحتمالات الأسوأ للتغيير ، ولا يجوز الرضى بأن تُسرق الإنجازات ولا التضحيات من أجله . لأنَّ المراوحة ، هي عتبة التراجع والتلاشي . ويخطئ من يعتقد أنَّ الواقع السّيئ ، هو حالة أبدية غير قابلة للتغيير. لكنَّ التغيير المنشود ، لن يحدث تلقائيّاً ، لمجرّد الحاجة أو الرغبة أو التمني . بل بفعل تراكمات مقصودة متلاحقة ، كمّاً ونوعاً وفي كل إتجاه .
ما قاله فيصل الفايز ، صحيحٌ ومُحِقٌ . فرصةٌ هامّة ، ومسؤوليّةٌ واجبة ، على القوى الحية في الوطن ، أن تُمسك باللجام ، وأن تمضي لبناء مستقبلٍ جديد ، أرحب وأفضل ، بعيدا عن التشظيات الفئوية والمحاصصات المناطقية . فلعلّ في ما تؤكد عليه الأوراق والاحاديث الملكية ، وما يقول به فيصل الفايز ، عن المنطلقات والغايات والأساليب ، يكون المدخل ألأيجابي الفعال ، لبناء وطن يصمد بسواعد كل أبناءه .
الاردن – 15/10/2018





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع