أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
هيئة البث: الجيش الإسرائيلي يستعد لدخول رفح قريبا جدا. طائرة أردنية محملة بمنتجات زراعية إلى أوروبا جدول الأسابيع من الـ 17 حتى الـ 20 من الدوري الأردني للمحترفين مسؤول أوروبي: 60% من البنية التحتية بغزة تضررت. مسؤول أميركي: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة موقع فرنسي: طلبات الإسرائيليين لجوازات السفر الغربية تضاعفت 5 مرات. الطاقة والمعادن تبحث سبل التعاون مع الوفد السنغافوري أول كاميرا ذكاء اصطناعي تحول الصور لقصائد شعرية أميركي لا يحمل الجنسية الإسرائيلية يعترف بالقتال بغزة جيش الاحتلال يعترف بمصرع جندي في شمال غزة. يديعوت : ضباط كبار بالجيش يعتزمون الاستقالة الاحتلال يطلق قنابل دخانية على بيت لاهيا لازاريني: منع مفوض الأونروا من دخول قطاع غزة أمر غير مسبوق الاتحاد الأوروبي يحض المانحين على تمويل أونروا بعد إجراء مراجعة سرايا القدس تعلن استهداف مقر لقوات الاحتلال أنس العوضات يجري جراحة ناجحة "العالم الأكثر خطورة" .. سوناك: المملكة المتحدة تعتزم زيادة إنفاقها العسكري الملك يمنح أمير الكويت أرفع وسام مدني بالأردن "هزيلا وشاحبا" .. هكذا بدا عمر عساف بعد6 أشهر في سجون الاحتلال صاحب نظرية "المسخرة": نريدها حربا دينية ضد العرب والمسلمين
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة دقوا ع الخشب نادي الجزيرة الاردني من ذهب

دقوا ع الخشب نادي الجزيرة الاردني من ذهب

24-09-2018 11:55 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
دقوا ع الخشب نادي الجزيرة الأردني معدنه ذهب
خاص – عيسى محارب العجارمة – يعيش دوري المحترفين الأردني لكرة القدم هذه الأيام، حالة من الدهشة الحلوة، والتقلب على صفيح ساخن، دفعت بنادي الجزيرة المتألق منذ عدة مواسم، لصدارة مبكرة بالدوري، بختام أسبوعه الرابع ، بإبداعات وتجليات كوكبة نجومه الكثر، بقيادة حارس المنتخب المخضرم، الكابتن احمد عبد الستار ورفاقه المحليين كمحمد طنوس والمحترفين كعدي جفال، رغم احتراف هدافه موسى التعمري بأوروبا وتحديدا بقبرص، وبقيادة بارعة لربانه المدرب السوري المقتدر نزار محروس.

وبقيادة أداريه لحصانه الجامح، ورئيسه ابن الكار الكروي كلاعب سابق، ورجل الاعمال الرائع السيد محمد المحارمة- دقوا ع الخشب- ابن مدينة سحاب البار، فللنجاح رواده الكبار اداريا وكرويا وماديا، وكلها صفات ومواصفات مواكبة لشخصه الكريم، حولها لصفقات ناجحة لبناء فريق مبهر، كان نتاج فلسفة وتوجهات هذا الرجل الناجح، عكس كثير من قيادات الأندية الأخرى، المكبلة بأمراض الشيخوخة والبيروقراطية، والمتعبة ماليا واداريا، ولربما طالتها رائحة عفن صفقات فاسدة منذ مواسم خالية.

يتجلى الشياطين الحمر هذا الموسم، في رحلة البحث الجادة عن اللقب الغائب، منذ أكثر من أربعين عاما فائتة ، هذا على الصعيد المحلي اما على الصعيد الاسيوي، فهناك لقاء ناري مرتقب للشياطين الحمر -وهو لقب نادي الجزيرة نسبة لقميصه الأحمر منذ تأسيسه – مع ممثل وبطل القطر العراقي الشقيق نادي القوة الجوية، لحسم بطاقة التأهل عن منطقة غرب اسيا ببطولة الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، التي شهدت من قبل حصول اندية اردنية على اللقب، الذي حاز عليه الفيصلي لمرتين، وشباب الأردن – المنافس الفعلي للجزيرة على اللقب المحلي ان صدق الحدس - لمرة واحدة ، ورغم خسارة الجزيرة لقاء الذهاب بعمان بهدف يتيم ، فأنه قادر على التعويض بلقاء الاياب الحاسم ، بريمونتادا اردنية على ارض الرافدين .

كنا نتشارك أنا ورفيق العمر ابن العم الغالي الدكتور جمال المحارب هواية الشغف بلعبة كرة القدم منذ عام 1980، وكنا أيضا نتسقط اخبار الرياضة من صفحنا المحلية كالرأي الغراء والدستور، ومجلة الصقر الرياضي القطرية الشهيرة ونوفر جزء من مصروفنا لشراء اعدادها الأسبوعية بكل شغف، وهو بالمناسبة لاعب كرة قدم بارع وهداف لا يشق له غبار، لعب ضمن نادي الفاروق الرياضي، ممثل ام البساتين وناعور بدوري الدرجة الثالثة بالثمانينات.

وان لم تخني الذاكرة عام 1986 كنا قد قررنا ان نذهب من قريتنا القريبة البعيدة عن العاصمة الحضارية والرياضية عمان الغالية، برحلة كروية قصيرة غير محسوبة المخاطر مناخيا واقتصاديا، بشتاء ذاك العام الماطر بغزارة اهداف المباراة، التي جمعت الجزيرة مع نادي اسيا أرماثا الروماني بإستاد عمان الدولي، والتي انتهت بفوز الفريق الضيف بستة اهداف نظيفة.

جزمنا أمرنا ذاك اليوم الماطر الجميل، بأن نشاهد مباراة شيقة نمتع الطرف فيها بمشاهدة نجوم من القارة الأوروبية بعمان على الطبيعة، لا على شاشة التلفاز بالمجلة الرياضية التي تبث لساعة واحدة بالأسبوع، بتقديم جميل جدا لكل من الأستاذ محمد جميل عبد القادر امد الله بعمره، وأحيانا علي أبو نوار ثم المرحوم الدكتور بسام هارون.

شهدت كرة القدم الأردنية خلال الفترة من عام 1980الى 1986 قفزة نوعية في تطورها، من ناحية اعداد الجماهير والتي كانت في بعض اللقاءات الجماهيرية قد تزيد عن الثلاثين الفا، كما حصل في لقاء جماهيري شيق بين الوحدات مع الرشيد العراقي، والتي انتهت بفوز المارد الأخضر بهدفين لهدف سجله كابتن الرشيد والعراق المرعب احمد راضي.

عودة للقاء الجزيرة مع الفريق الروماني، فقد استمتعت وصديقي بمشاهدة كرة القدم الأوروبية المبهرة بجمالياتها الكروية، وجملها الكلاسيكية التي تميزت بها كرة القدم الأوروبية الشرقية، حيث شاهدنا تطورها فيما بعد، بوصول منتخب الاتحاد السوفياتي الرشيق للمباراة النهائية مع منتخب هولندا، وساحره فان باستن الذي طرق شباك الروس بأجمل هدف بتاريخ القرن العشرون على الاطلاق، بذاك النهائي الخرافي لبطولة أمم القارة الأوروبية العجوز عام 1988.

واعتذر من القارئ لزخم المداخلات على قصة مباراة في الذاكرة جمعتني وصديق العمر، لأن الحديث ذو شجون كما يقولون، كنا نجلس مع عدد لا يتجاوز المائتي متفرج من جمهور الجزيرة الأصيل الوفي القليل، بجنبات الاستاد العشبي الجميل، الذي زادته تساقط حبات المطر جمالا، وغسلت مدرجاته من غبار الصيف عليه بين الفينة والأخرى، فكانت واحدة من أجمل الجلسات الكثيرة لي بذاك الزمن البعيد.

وكان فريق الجزيرة رغم خسارته القاسية يقدم كرة قدم جميلة، بوجود كوكبة من نجوم الفريق بالزمن القديم، مثل الكابتن عصام التلي وحسين ابوغثيث، وشقيقه من الام رهوان الفيصلي وراجمة أهدافه المرعب إبراهيم مصطفى، الذي استعان به الجزيرة بتلك المباراة الشيقة، وتوفيق الصاحب اللاعب الأوروبي شكلا ولعبا بملاعبنا الأردنية، وعمر الكيالي واسعد دعيبس والحارس الانيق معتز الريشه واخرون لم تعد الذاكرة المتعبة بهموم الحياة تسعفني لتذكرهم، وانصافهم بقلم كاتب سياسي ورياضي عاشق للفن الكروي بالزمن الجميل القديم.

كنت وصديقي قد جمعنا مبلغا بسيطا من المال، جمعناه من مصروفنا المدرسي، حيث كان البوح للأهل بمشاهدة مباراة لكرة القدم، هو ضرب من البذخ والاستهتار، فغادرنا القرية أم البساتين الغالية من ضواحي العاصمة عمان على حين غرة منهم بحافلة الظهيرة، كان المبلغ يصل لخمسة دنانير، وهو بالكاد يغطي المواصلات وثمن تذاكر المباراة وساندويتشات فلافل كافتيريا الهنيني الشهيرة بوسط البلد، وبعض اكواب الشاي الساخن من بائع متجول يجوب المدرجات، والجمهور القليل.

جمهور قليل وذواق بنفس الوقت، فكانت بعض هتافاته الحلوة (بص بص أبو غثيث ملك النص) - وأين منها الهتافات الشائنة هذا اليوم بين جماهير انديتنا الناشئة - والجزيرة يمتلك ناصية اللقاء ببداية الماتش قبل شلال الأهداف للفريق الزائر خلال اللقاء الكروي الشتوي الجميل والذي اشتممنا خلاله أداء اوروبي شرقي ساحر على شاكلة وصول كرواتيا لنهائي كأس العالم بروسيا هذا الصيف لم تمح حلاوته مرور سنوات طوال.

على كل انتهى اللقاء وغادرنا انا ورفيقي منطقة المدينة الرياضية الى وسط البلد الذي وصلناها مع اذان المغرب، حيث تناولنا كنافة حبيبة الشهيرة، وقصدرنا لموقف باص رحلة الإياب، وكان باص مؤسسة النقل العام الذي ينقلنا ادراجنا في رحلة العودة لبيوتنا في مسقط رأسنا بقرية ام البساتين يقف قريبا من سوق السكر خلف الجامع الحسيني ، وضربنا اخماس بأسداس بأن اخر باص للقرية قد غادر بلا عودة.

وانهمرت الامطار بما يشبه السيول بالشارع العريض، واخذت السيارات تتلاشى لقرابة الساعة من الزمن ، ونحن في حيص بيص هذا الموقف المحرج، وكلما اوقفنا تاكسي ليحاسب الاهل عنا عند الوصول ، اذ ان دريهماتنا المتبقية كانت محسوبة على ثمن تذكرة الحافلة ، فيرفض السائق الخروج للأرياف والضواحي بتلك الليلة الماطرة.

لـتأتي رحمة الله مع وصول متأخر لحافلة المؤسسة، المان حمراء اللون، يقودها ابن القرية المرحوم شهوان الصقري تغمده الله بواسع رحمته وانزل عليه شآبيب رحمته، لينقذنا من غدرة الزمان تلك – ولا هي الساعة – بوصول مريح امن لوسط قريتنا، لنجتر ذكريات تلك المباراة الخالدة في الذاكرة الخاصة بي وبرفيقي امد الله بعمره حتى اللحظة.

وفي الختام بالتوفيق لكل الفرق الأردنية عامة ولفريق الجزيرة بخاصة، الذي اشد على يده برحلة الفوز بكأس درع الاتحاد الاسيوي وباللقب المحلي، فلكل مجتهد نصيب واهمس بأذن اخوتي وابنائي من جماهير فرقنا الأردنية الغالية، ذات الكثافة الجماهيرية الكبيرة، كالوحدات والرمثا والفيصلي والبقية الغالية، بالتريث والصبر على فرقها وكوادرها التدريبية واداراتها، رغم قسوة النتائج المخيبة للآمال.

ففريق الجزيرة خسر بدستة اهداف ذات يوم مضى، وها هو يشق الطريق صوب المجد، فالفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة، هي الاخلاق والتحلي بالروح الرياضية، فهذا هو الفوز الحقيقي يا صديقي، واختم بأن على جماهيرنا الرياضية أن تنوع من خياراتها بتشجيع فرقها المفضلة، بدون احكام مسبقة ونعرات إقليمية وقيمية، لا دخل لها بما يجري بالمستطيل الأخضر، وان يكون التشجيع للأفضل داخل الملعب، والشياطين الحمر للأمانة يستحق قاعدة جماهيرية كبيرة، لأنه الأفضل – على ما يبدو - هذا الموسم بكل تجرد ودقوا ع الخشب.
0798985640










تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع