أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وفد مجلس الشورى القطري يطلع على متحف الحياة البرلمانية الاردني "الأخوة البرلمانية الأردنية القطرية" تبحث ووفدا قطريا تعزيز العلاقات "الملكية الأردنية" تؤكد التزامها بالحد من تأثير عمليات الطيران على البيئة قرار بتوقيف محكوم (غَسل أموال) اختلسها قيمتها مليون دينار بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية الجيش ينفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة الذكرى الثلاثون لوفاة الملكة زين الشرف بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع الأردن: قبول 196 توصية دولية متعلقة بحقوق الإنسان خليل الحية ينفي نقل مكاتب حماس من قطر تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط القطاع سموتريتش يدعو قطع العلاقات وإسقاط السلطة الفلسطينية جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائيلي يرد شك في سلوكها .. الأشغال 20 سنة لزوج ضرب زوجته حتى الموت ودفنها في منطقة زراعية انقطاع الإنترنت وسط وجنوب قطاع غزة مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره علنا انتشال نحو 392 جثمانا من مستشفى ناصر بغزة على مدار 5 أيام 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب بايدن يدعم حرية التعبير وعدم التمييز في الجامعات ونتنياهو يدعو للتصدي إدارة السير: لا تتردد في إبلاغنا !
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث طفل من خلف الزجاج .. !!

طفل من خلف الزجاج .. !!

20-09-2018 03:04 PM

زاد الاردن الاخباري -

" قصة من الواقع المعاش " - بالأمس وفي محافظة المفرق الأبية وفي بلدة حوشا تحديداً كنت على موعد أنا وصديقي للمشاركة في تشييع جثمان فلذة كبد أحد زملاء صديقي في العمل " يرحمه الله " ، انتهت مراسم التشييع والدفن والعزاء ، وبعد زيارة خاطفة لأحد الأصدقاء في مكتب ناحية حوشا احتسينا من خلالها القهوة العربية الأصيلة والدخيلة معاً ، استأذنا للمغادرة ولم نعرف وجهتنا إلى أين ، ولأن للبادية في داخلنا عشقاً أزلياً ، ولأن الملل كان طاغياً على كلانا قررنا الذهاب إلى مدينة المفرق الأبية لنتجول قليلاً في شوارعها وحواريها ، نستذكر قليلاً من ذكرياتٍ طواها الزمان . وصلنا المدينة ، دخلناها وكأننا ندخلها لأول مرة ، كنا والجوع على موعد في تلك اللحظة ، ومن أجل أن نستمتع بتجوالنا قررنا بدايةً أن نتناول بعضاً من الطعام ، فدخلنا أحد المطاعم وجلسنا على طاولةٍ إطلالتها زجاجية مطلة على الشارع العام مباشرة ، حركة الناس كانت جميلة ورائعة رغم الوجوه في أغلبها كانت عابسة وغير مستبشرة ، تتحدث مع ذاتها تارة وإلى السماء تارة أخرى ...!!
جاءنا " الجرسون " وبيده " المنيو " وطلبنا ما تيسر ، ولأن غيابنا عن مدينة المفرق كان طويلاً ، أخذنا الحديث إلى بعض الذكريات كنا قد قضيناها في هذه المدينة الطيبة وبين أهلها الطيبين ، وكيف كانت المدينة وكيف هيَّ الآن ، لقد تغيرت ملامحها العمرانية كثيراً ، أمّا ناسها لا زالت غريزة الطيب مغروسة فيهم وإن شابها بعض العادات الدخيلة غير المألوفة على المجتمع المفرقي إثر لجوء الأشقاء السوريين إليها الذي أدى بالتالي إلى إكتظاظ عمراني وازدحام سكاني وارتفاع معدل البطالة والفقر والجوع الذي عبر عنه طفل المدرسة القادم .
جاءنا " الجرسون " بما طلبنا ، بسملنا " بسم الله الرحمن الرحيم " وبدأنا بطعامنا والحديث عن الذكريات كان هاجسنا الأوحد إلى أن جاءت لحظة غريبة مفاجئة من صديقي أوقفت الحديث ، منادياً لأحدٍ كان واقفاً خلف الزجاج يقول له بصوتٍ حانٍ تعاااااال ، ولأن انشغالي كان بالحديث لم المح هذا الشخص رغم أني كنت أجلس بجوار الزجاج ، للوهلة الأولى اعتقدت أن هناك من يعرفه ينادي عليه ، نظرت إلى من يقف خلف الزجاج وإذ بطفلٍ وزميلٍ له كان ينظر من بعيد وينتظر . لم يتجاوزا العقد الأول من العمر وهيئته لم توحي أن يكون متسولاً أو عابر سبيل ، بل تلميذ عائدٌ من مدرسته يحمل على ظهره حقيبته المدرسية بعد عناء يوم دراسي وجوع قاهر ..!!
كنت أعتقد أن مثل هذه المشاهدات لا تحدث إلاّ في عالم السينما والتلفزيون وليس في العالم المُعاش .. آآآلمني هذا الطفل كثيراً وهو يسترق النظر بألمٍ وشوق إلى طعامنا ، ويُحرك لسانه يمنة ويسرى ويقضم على شفتيه بعنفوان ثم يخفي لا إرادياً فاه بيده اعتقاداً منه أنه قد يخفي جوعه خلف كفه الصغير ، عاد صديقي ونادي عليه مرة أخرى تلوّ أخرى ، كان الطفل متردداً في المجيء ، وصل إلى مدخل المطعم ولا زال التردد يجلبه إلى الوراء حرجاً منا أو خوفاً لا أدري حتى اطمئنَ ودخل وخطا إلينا ببطء حتى وصل ، فبادره صديقي بالسؤال هل أنت جوعان .؟ فأومأ برأسه أرضاً حرجاً وإجابة على سؤال صديقي ، ولأن زميله كان ينتظره خارجاً وانتظار الطفل كان صعباً جمع صديقي طعامنا من على مائدتنا ولفه بما توفر من الخبز ووضعها بين ذراعي الطفل الصغيرتان ، لم يكتفي هنا الطفل ولم يتعجل بل أنتظر ونظر بكلتا عينيه الرقيقتان وقال " شكراً " ثم غادر ..!!
غادرنا مدينة المفرق باتجاه مدينتا عروس الشمال اربد وحديثنا لن يتوقف أو ينتهي عن ذكريات المفرق أو آآلام أطفالها معازيب أم ضيوف فكلهم سيكون لهم ذكريات في المستقبل عن هذه المدينة الطيبة كما هي ذكرياتنا ..!!
في النهاية اعذروني إن أطلت وأسهبت ، فتفاصيل الواقع كثيرة ومريرة ، أما تفاصيل الأحلام تبقى قصيرة وإن كانت مثيرة .. مع أملي أن تكون حكوماتنا على قدر أهل العزم وتتحمل مسؤولياتها تجاه الطبقات المعدومة.

  akoursalem@yahoo.com م . سالم عكور

 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع