مطلوب موقف حازم من الشائعات

تعتبر الشائعات من أخطر الأمراض المدمرة للمجتمع ، وفي هذه الأيام وفي ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة تكثر الأقاويل والتأويلات المحرّضة للمشاكل والفتنة ، وهي تصدر في الغالب من أفراد أو صحف داخلية وخارجية أو مواقع الكترونية ، الهدف منها إثارة الفتنة بين أفراد الشعب الواحد أو بين السلطة والشعب فتعمل على البلبلة في المجتمع وبين الناس ، فكم من شائعات جنت على أبرياء ، وكم من شائعات أشعلت نار الفتنة بين الشعوب ، وكم من شائعات نالت من علماء ومسئولين وعظماء ، ومن هنا يجب على الدولة أن تتخذ موقفا حازما قويا من الشائعات ومروّجيها لما يترتب عنها من آثار سلبية تزلزل كيان المجتمع وتؤثر على تماسكه وتلاحم أبنائه ، كما يجب على أبناء الوطن إدراك الغاية منها والتي تنال من فرص التقدم والإنجاز .
وفي ظل الظروف الدقيقة يستغل ضعاف النفوس والمغرضون بعض الأحوال وخاصة السياسية والاقتصادية لترويج أخبار كاذبة بين الأوساط الشعبية دون الوثوق من صحتها ، هدفهم يكون بقصد أو غير قصد اثارة الشائعات داخل المجتمعات ، ثم يتناقلها الناس بسرعة كبيرة بعد نشرها على المواقع الالكترونية لدرجة تجعل الكثيرين يسلّمون بمصداقيتها ولا يبذلون أقلّ القليل من الجهد ليتأكدوا من صحتها .. فكم من شائعات ذات خطر عظيم وشرر كبير تُبث وتنشر ، وأكاذيب تُبعث وترسل وكانت نتيجة عدد منها أن دمّرت مجتمعات وأغلقت بيوتا وفرّقت بين أحبّة ، كما أهدرت أموالا وضيّعت أوقاتا وأحزنت قلوبا وأورثت حسرات بسبب ما أوقعته من مآسٍ وآلام .. وقد يصل ضررها أحيانا الى أسرة بريئة فتؤدي الى تشتيت شملها وتدمير كيانها وزرع الضغينة والكراهية بين افرادها .
وللأسف هناك عدد من الأشخاص يتعمَّدون إثارة الفتنة وترويج الشائعات والمعلومات المغلوطة ... وأعتقد أن القابعين فوق الأرصفة هم أكثر فئات البشر إطلاقاً للشائعات لأنهم لا يودّون رؤية الجانب الرائع والجميل في الحياة ، بل يشاهدون دائما الجوانب القبيحة وينسجون حولها القصص وخيوط التآمر .. فالشائعات لا تصدر في الغالب إلاَّ من نفوس مليئة بالحقد والضغينة ومن أُناس أخفقوا في حياتهم ولم يعد لديهم أمل للنجاح في تحقيق ما يصبون إليه لأنَّهم أصبحوا قلة لا قيمة لهم .
ومن هنا نتمنى على الأخوة المواطنين توخي الحذر في هذه المرحلة من تكرار الاشاعات التي تحاول النيل من معنويات الناس ، وهدفها أولا وأخيرا زعزعة الأمن والاستقرار الذي ينعم به أردننا الحبيب بفضل الله وبفضل قيادته الهاشمية المباركة ، وأقول من هذا المنبر أنه مهما كانت الشائعة ونوعها وحجم تهديدها يبقى الاردنيون اقوى بوعيهم المعروف وقدرتهم العالية على التمييز بين الأخبار المضللة وبين الاخبار الحقيقية .. وخلاصة القول فان الشائعة بأغلب الأحوال يؤلفها الحاقد وينشرها الأحمق ويصدقها البسيط .