أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال يطلق قنابل دخانية على بيت لاهيا لازاريني: منع مفوض الأونروا من دخول قطاع غزة أمر غير مسبوق الاتحاد الأوروبي يحض المانحين على تمويل أونروا بعد إجراء مراجعة سرايا القدس تعلن استهداف مقر لقوات الاحتلال أنس العوضات يجري جراحة ناجحة "العالم الأكثر خطورة" .. سوناك: المملكة المتحدة تعتزم زيادة إنفاقها العسكري الملك يمنح أمير الكويت أرفع وسام مدني بالأردن "هزيلا وشاحبا" .. هكذا بدا عمر عساف بعد6 أشهر في سجون الاحتلال صاحب نظرية "المسخرة": نريدها حربا دينية ضد العرب والمسلمين نيوورك تايمز: "إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من الحرب على غزة" الملك وأمير الكويت يترأسان جلسة مباحثات رسمية في قصر بسمان الأردن الـ 99 عالميا على مؤشر الرفاهية العالمي وزيرة النقل: نطمح في تنفيذ مشاريع لتعزيز مفهوم النقل الأخضر في الموانئ والمطارات لبنان: شهيدتان و4 جرحى بغارة إسرائيلية بالصور .. حادث سير على مدخل نفق خلدا أبو عبيدة: العدو عالق في رمال غزة ولن يحصد إلا الخزي والهزيمة سيناتور اميركي: طفح الكيل أونروا: أكثر من مليون شخص فقدوا منازلهم بغزة وزيرة التنمية تشارك في اجتماع حول السياسة الوطنية لرعاية الطفل العالمية للأرصاد الجوية: آسيا أكثر المناطق تضررا من الكوارث المناخية العام الماضي

الفراعنة

25-07-2018 12:55 AM

إحدى عشر عاما لم أزور خلالها أم الدنيا ولكن المصريون قالوا إن من يشرب من ماء النيل لا بدّ هو عائد لها يوما وأنا زرت القاهرة لأول مرّة في الخامس من شباط عام 1975 وفي ذلك اليوم الذي ووري فيه الثرى جثمان الراحلة كوكب الشرق سيِّدة الغناء العربي أم كلثوم وقد كنّا وفدا من طلبة جامعة حلب في سنة التخرُّج وكنا بدعوة من الإتحاد الإشتراكي القومي المصري وموجّه لإتحاد طلبة سوريا وقد شاركتُ في تلك الزيارة حيث اقمنا ليلة الوصول في نادي الزمالك وغادرنا انا وزميل لي حيث سكنّا في شقّة في ميدان التحرير .
وبعد ذلك تكررت زياراتي لأم الدنيا سواء لأمور شخصيّة او لأمور تتعلق بعملي في مجال البيئة وكنت في الماضي ألاحظ تطورا نحو الأسوأ نظرا للإنفجار السكاني وما ينجم عنه من نفايات صلبة وسائلة وغيرها وإزدحام المدن الرئيسة بزيادة عدد القاطنين فيها والمهاجرين من الأرياف الى تلك المدن وخاصّة القاهرة والهاربين من العمل في الزراعة وفلاحة الأرض الى العمل في الصناعة والتجارة والسياحة او الباحثين عن فرص عمل في الدول المجاورة إضافة للإنبعاثات الغازية السامة التي كانت تغطّي سماء القاهرة مع إكتظاظ في المواصلات البدائيّة .
ومصر تلك البلاد التي فتحها عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، وفي هذا دليل على تكريم وتشريف مصر،إذ يقول الله تعالى: ((وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)) صدق الله العظيم ، وقوله تعالى: ((وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا))صدق الله العظيم ، وقال تعالى: ((فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) صدق الله العظيم , ومصر وهبها الله ارضا خصبة ومياه وافرة ونهرا يعتبر من اهم انهار العالم كما قدّر الله للمصريين ان يُنشأوا السد العالي ويفتحوا قناة السويس كما قدّر للفراعنة ان يبنوا اهرامات الجيزة التي تُعتبر من عجائب الدنيا السبع ووهب فترة الفراعنه أهميّة خاصّة بين الحضارات العالميّة وبقيت دلائلها شاهدة حتى الآن من خلال المومياءات والآثار الفرعونية في مناطق مختلفة من مصر, لذلك فإن زيارة القاهرة ممتعة لكل الجنسيات وبمختلف الأذواق، من أراد الحضارة، فإن المعالم والآثار التاريخية والمتاحف ومآذنها العديدة تشهد على تاريخ هذا البلد العريق، ومن أراد الفنون بمختلف أنواعها الثقافية والترفيهية، فالقاهرة بلا شك من أكثر المدن العربية حيوية ونشاطاً لكن بعض السياح يفضلوا زيارة أماكن معينة منها المتحف المصري والأهرامات.
عند زيارة المتحف المصري الذي أنشئ عام 1902 سوف تنبهر لتاريخ مصر القديم من خلال المعروضات الفرعونية التي لا مثيل لها في أكبر المتاحف في العالم، وسوف تقف عاجزاً أمام ما وصل إليه الفراعنة من تفوق علمي وقدرات هائلة لم يستطع العلم الحديث تجاوزها حتى في هذا القرن المليئ بالتقدم العلمي والمعرفي، ألا وهي تحنيط الجسم البشري،
فالفراعنة كما يقال كانوا يؤمنون بالعودة إلى الحياة مرة أخرى وهذا ما تمثله مجموعة كبيرة من المومياءات في صناديق زجاجية وكأنها تذكر الزائرين بعظمة الخالق وقدرة هذا الشعب وتفوق ذلك العهد ، كما تعرض فيه كنوز الملك «توت عنخ آمون» الذي تم اكتشاف مقبرته عام 1922، لكن مع الأسف هذا المتحف بقي كما هو عليه منذ إنشائه إلاّ من بعض الصيانة الضروريّة التي أجريت له .
ومن اهم تلك الآثار الفرعونية أبو سمبل وهو موقع يحتوي على معبدين كبيرين منحوتين في الصخر، موجود ببطن الجبل في جنوب مدينة أسوان، بناه الملك رمسيس عام 1250ق.م، ويتميز هذا المعبد بواجهته المكوّنة من أربعة تماثيل كبيرة، وهي تماثيل للملك يبلغ ارتفاعها عشرون متراً، ويوجد داخل المعبد ستة تماثيل؛ أربعة منها تنسب للملك رمسيس، والتمثالين الآخرين لزوجته نفرتاري.
وكذلك أهرامات الجيزة التي تعتبر من أهم الأهرامات المصرية وأكثرها شهرة، وهي: خوفو، وخفرع، ومنقرع، بنيت في عهد الإمبراطوية نحو 2550 ق.م، وهي مقابر ملكية بنيت على شكل هرمي، حيث يحمل كل هرم اسم الملك الذي دفن فيه، وكانت بداية البناء الهرمي في منطقة جبانة سقارة التي تقع شمال غرب مدينة ممفيس الفرعونية القديمة في محافظة الجيزة على يد المهندس وزير الفرعون زوسر الذي يدعى إيمحوتب. كانت البداية بحفرة صغيرة كمقبرة، ثمّ تحوّلت إلى غرفة تحت الأرض، ثم أخذت تتوسع لتصبح في نهاية المطاف بشكل هرمي بستة مصاطب، ولكن الشكل الهرمي الدقيق والمثالي الذي عرفت به الأهرامات الثلاثة وصل إليه المهندس هميونو مهندس الملك خوفو، حيث بني خوفو أكبر الأهرامات، وتلاه بعد ذلك تشييد الهرمين خفرع و منقرع.
وكذلك أبو الهول الكبير الذي يعتبر من أهم الآثارالمصرية الفرعونية، وهو تمثال صخري لمخلوق أسطوري برأس إنسان يلبس لباس الفراعنة مع جسم أسد، ويعتقد كذلك أنه كان بالأصل مكسيّاً بطبقة من الجص، وملوناً أيضاً، حيث لا تزال بعض آثار الألوان موجودة إلى اليوم على جانب أحد أذني التمثال، ويقع التمثال على هضبة الجيزة بالقرب من نهر النيل على الضفة الغربية له، حيث توجد أهرامات الجيزة الثلاثة ويبلغ طوله حوالي 73.5م، وأعلى ارتفاع له يبلغ عشرين متراً عن سطح الأرض إلى قمة رأسه, تتباين الآراء إلى اليوم حول ماهيّة التمثال وما يمثله، فهناك من يرجح أنّه يعود للملك خفرع الذي يجمع بين قوة الأسد من ناحية، وحكمة الإنسان من ناحية ثانية، ورأي آخر يرى أن الملك خوفو هو الذي بناه بسبب تشابه وجه أبي الهول لتمثال نُسِبَ لخوفو, هناك من يقول أنه يمثل إله الشمس الذي يطلق عليه اسم حور- إم-آخت الذي يعني حورس في الأفق، حيث يمثل صورة للإله أتوم، وهو الشمس في وقت الغروب، وذلك بدلالة وجود المعبد المقابل لهذا التمثال الذي كان مخصصاً لإجراء الطقوس الدينية لإله الشمس .
وبعد احدى عشر عاماوفي الزيارة الأخيرة لي لمصر العظيمة بنيلها وتاريخها وحضارتها وجدت تغيُّرا مبهرا فبالرغم من العدد الضخم من السكّان فهناك تنظيم لشوارعها الضيِّقة واكتظاظها بالباعة التقليديين مثل باعة الخبز والصبر والمانجو وعصير القصب وساندويشات الكبدة وغيرها وهناك تطور في وسائط النقل فمن التكسيات الوافرة الى الأوتوبيسات باشكالها الى المترو الجديد بخطوطه المتعدِّدة الى التطبيقات المنعددة لإستخدام السيارات الخاصّة وغير ذلك من وسائل نقل برية ومائية وجويّة والذي يدهشك الشعور بصعوبة قيادة السيارة على الشوارع ولكن السائقون يفهمون بعضهم بعضا .
وما زال الشعب على حاله في طيبة الخلق وحبه لمساعدة الغريب وبالرغم من صعوبة تدبير امور حياته المعاشية وتفكير الكثير من شبابه للهجرة والعمل في الخارج كباقي اوضاع الشعوب العربية فإن هناك مشاريع تُفنح لإستيعاب بعض العاطلين عن العمل .
وقد شعرت ان هناك تغيرا في الإعلام المصري وانفتاحه على الشعب بل ان هناك محطات تلفزيونية تبث على مدار الساعة جميع الحوادث والمشاكل الإجتماعية بتفاصيلها وبوقت حصولها وقد تصادف خلال إقامتي ان اعلنت محطة تلفزيونية العثور على ثلاث جثث محترقة لأطفال في حاوية قمامة وكذلك تسرب أفاعي لإحدى التجمعات السكنية والتسبب بمقتل شاب وغيرها كما شاركَت اكثر من محطّة تلفزيونية فرحة عائلات فقيرة كثيرة بنجاح ابنائها وبناتها في امتحان الشهادة الثانوية في مختلف الأماكن على امتداد الجمهوريّة .
وما ابهرني كذلك وجود ضواحي سكنية حديثة مجاورة لمحافظتي القاهرة والجيزة بما تحويه من تنظيم معماري حديث وجميل وبشوارع ومنشآت رائعة وابنية سكنية ومولات تجارية مذهلة مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة 6 أكتوبر وغيرها .
مصر ذلك البلد العظيم عاش فرعونيته قبل اكثر من خمسة آلاف عام يعيش الآن متحديا الزمن والظروف المحلية والإقليمية والدوليّة الصعبة لتبقى مصر أم الدنيا وبوصلة العرب نحو التقدم والنمو والتنمية المستدامة.
اللهم احفظ مصر والأردن وبلاد العرب حرّة كريمة وابعد عنها شرور الغير من اعداء وطامعين فيها .
احمد محمود سعيد
البناء الأخضر للإستشارات البيئيّة
ambanr@hotmail.com
24/7/2018







تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع