هل خدع الاردنيون ؟، أم ان الحكاية حلم ليلة صيف؟، من بعيد وعبر شاشات قناة "فرانس24" وساشة هاتفي الخليوي راقبت المشهد الحراكي الشعبي في الوطن ، ورغم ان تلك الشاشات غنت كل منها على ليلاها الا الوطن كان حاضرا بقوة القهر السياسي لشعب امتلك من الذكاء والحنكة ان حدد الفرسخ بين الفوضى والديمقراطية . والخديعة تمثلت في هذا المشهد بموقفين ، أولهما مجلس الشعب الذي تقلب على الف وجه خلال أقل من اسبوعين ، ولم يميز وجهه من قفاه السياسي ، والثاني قمة مكة التي اسعدت قلوب الشعب وارعبتها في نفس الوقت ، والسعادة جاءت من باب ان الشعب هو الذي حرك بركة الخليج الراكدة منذ سنوات ، والرعب جاء بعد القمة التي قدمت مفاتيح لاقتراض المزيد من الاموال بضمانات خليجية اودعت في البنك المركزي ، كي يكتمل مشهد الرعب ذلك .
وحكاية انها " حلم ليلة صيف " ، هي وبكل بساطة تمثلث في حكايات شعبية في ليال سمر رمضانية مع نسمات هواء عليل ، اختصرت بمرادفات لغوية تناقلتها شاشات الهواتف الخلوية تقول في غاليبتها ؛ ان الوطن أكبر من يتم التلاعب به من قبل دول الجوار والاخوة ، وان الملك تعلم السياسة داخل ثكنات الجند ، وهو بالتالي لن يأمن هدوء ما بعد العاصفة ، وان عليه ان يأخذ العدة والاستعداد لما هو أت . والخلاصة هنا والتي عندما فكرة بها ارحت نفسي ؛ أن الوطن أكبر من مساحة شاشة تلفزيون منزلي وهاتفي الخلوي ، وان اول حفرة يسقط بها اطار مركبتي في اليوم التالي ستنتهي بجملة جميعنا نعرفها ...وربما هي مجرد زوبعة في فنجان قهوة الوطن المرة كالعلقم .